في الآونة الأخيرة أثارت الأمطار والسيول التي شهدتها أسوان جدلاً واسعاً بعد أن أسفرت عن اكتشافات غير متوقعة حيث أدت الفيضانات إلى انكشاف مناطق كانت مخفية لعقود مما أثار انتباه الباحثين والمستثمرين حول وجود أطنان من الذهب في باطن الأرض ، وهذا الحدث الذي قد يعتبر مفاجأة غير متوقعة يحمل في طياته الكثير من الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية ويعيد للأذهان أهمية الإدارة السليمة للموارد الطبيعية والاستفادة منها ، وفي هذا المقال نستعرض تأثير هذه الظواهر الجوية على المنطقة وكيف يمكن أن تُعيد تشكيل مستقبل أسوان.
اكتشافات مائية جديدة في جبل العوينات
أكد الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة ، وأن استمرار جريان السيول في منطقة جبل العوينات المعروفة بـ”برج المياه القديم” ، ويُظهر دلائل قوية على وجود منابع مائية جديدة في المنطقة.
السيول وكميات الذهب المدعاة
انتشرت في الآونة الأخيرة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن اكتشاف كميات هائلة من الذهب في منطقة وادي العلاقي مدعية أن الأمطار الغزيرة كشفت عن أطنان من الذهب ، ووفقاً لهذه المنشورات فإن الأمطار التي هطلت على المنطقة أزالت التربة الجبلية مما أظهر كميات تُقدّر بـ120 ألف طن من الذهب ، ولكن الدكتور شراقي أشار إلى أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي حقائق علمية أو تقارير رسمية وتُعتبر مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة ، فالأبحاث العلمية لا تدعم هذه المزاعم وتحتاج إلى دراسات دقيقة لتأكيد وجود موارد قيمة كهذه.
جبل العوينات منبع جديد لمياه النيل
وأوضح الدكتور شراقي أن هذه الظاهرة تحمل بشرى بتجدد الموارد المائية في المنطقة ما يُشير إلى إمكانية أن يصبح جبل العوينات منبعاً جديداً لمياه النيل ، وبيّن أن هذه الأمطار الغزيرة والسيول المتكررة تُعتبر ظاهرة غير مسبوقة حيث لم تشهد المنطقة مثل هذه الظروف المناخية منذ مئات السنين ، وأكد شراقي أن جبل العوينات يعد حالياً أحد أهم الخزانات الجوفية في العالم مشيراً إلى أهمية المحافظة على هذه الموارد المائية ، كما أن استمرار هطول الأمطار يُبرز الدور الحيوي الذي يلعبه الجبل في تزويد شمال أفريقيا بالمياه وهو ما قد يؤثر على الأمن المائي للمنطقة في المستقبل.
الجهود الحكومية لمواجهة السيول
تمكنت الأجهزة المعنية من التعامل مع السيول عبر إنشاء خطوط مواجهة بطول 40 كم في شرق مدينة أسوان ، وتفقد اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان الأعمال الصناعية لتخزين المياه بما في ذلك بحيرة وادي أبو سبيرة الصناعية التي تحتوي على طاقة تخزينية تبلغ 2 مليون متر مكعب.