تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا فيديو يظهر تمثالًا موضوعًا على منصة، حيث يدور حوله رجل يرتدي ملابس عربية، مُرددًا: “لقد عاد إليكم تاجر الأصنام، من يرغب في شراء هذا الصنم؟” وقد تسببت هذه المشاهد في إثارة الجدل، حيث اعتبر البعض أن ذلك يمثل “عودة للوثنية” إلى المملكة العربية السعودية بعد أكثر من 1400 عام من انتشار الإسلام.
حظي الفيديو بآلاف المشاركات على منصات مثل فيسبوك وإنستجرام، وجاءت التعليقات مرافقة له، مُعبرة عن القلق من “عودة عبادة الأصنام لبلاد الحرمين”.
حقيقة الفيديو
بعد التحقق من مصدر الفيديو المتداول، تبين أن المقطع لا يتعلق بالمملكة العربية السعودية، بل يعود إلى المتحف البريطاني الفيديو يُظهر تمثالًا معروضًا في المتحف، يُعتقد أنه يعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي وقد تم نحته في جزيرة في المحيط الهادئ المعلومات المتاحة على موقع المتحف تؤكد عدم صلته بأي نشاط يُذكر في السعودية.
سبق لوكالة فرانس برس أن عرضت صورًا وفيديو للتمثال، الذي يُعرف باسم “هوا هاكاناناي”، والمعروض في المتحف منذ عام 1896 البحث عن عبارة “يا سادة قريش” التي تبدأ بها تعليقات الرجل في الفيديو كشف أن النسخة الأصلية للمقطع وُجدت على حساب لمستخدم مصري على موقع تيك توك، حيث ينشر محتوى هزلي.
السياق الثقافي والمجتمعي
تُظهر هذه الحادثة كيف يمكن أن تُفهم المعلومات بشكل خاطئ أو تُستخدم لإثارة الجدل في عالم سريع التغير ويمتاز بانتشار المعلومات، من المهم أن يتم التحقق من المصادر قبل تداول الأخبار.
تسعى الحكومات والمجتمعات إلى مواجهة انتشار الشائعات عبر توعية الجمهور بأهمية البحث والتحقق، خاصةً فيما يتعلق بالمواضيع الحساسة مثل الأديان والثقافات هذا التأكيد على ضرورة الدقة يعكس الجهود المبذولة للحفاظ على السلام المجتمعي وتجنب الفتن.