في اكتشاف أثري فريد من نوعه، تمكنت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية من العثور على كنوز أثرية رائعة تضم مجموعة من اللوحات والنقوش والصور المصغرة لملوك مصر القدماء، مثل أمنحتب الثالث، تحتمس الرابع، بسماتيك الثاني، وإبريس، ما يميز هذا الاكتشاف هو وجوده في مكان غير متوقع تمامًا، وهو قاع نهر النيل في أسوان، مما أثار دهشة الباحثين وعشاق الآثار.
تفاصيل الاكتشاف في جزيرة كونوسو
كشف الدكتور شاذلي عبد العظيم، مدير منطقة آثار أسوان، أن هذه الآثار تم العثور عليها في جزيرة «كونوسو»، وهي جزيرة فرعونية غنية بالآثار كانت مغمورة بمياه النيل لفترات طويلة، مما أبقاها مخفية عن الأعين، ويعود تاريخ النقوش المكتشفة إلى فترات متعددة، بدءًا من العصر المتأخر وصولاً إلى الإمبراطورية الحديثة، بما في ذلك نقوش تعود إلى عهد الملكين واح إب رع وبسماتيك الثاني، وكذلك عهدي أمنحتب الثاني وتحتمس الرابع.
استخدام التقنيات الحديثة في التوثيق
بدأت البعثة في ديسمبر 2023 بتوثيق النقوش باستخدام التصوير ثلاثي الأبعاد والفوتوجرامتري، مما يتيح دراستها بشكل تفصيلي وكشف أسرارها، وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال التوثيق شملت مناطق حول جزيرتي فيلة وكونوسو، حيث نجحت البعثة في تسجيل النقوش بدقة بفضل حالتها الممتازة.
حماية الآثار للأجيال القادمة
أشار الدكتور إسلام سليم، مدير عام الإدارة العامة للآثار الغارقة، إلى أن الهدف من استخدام التقنيات الحديثة هو إنتاج نماذج ثلاثية الأبعاد للنقوش، مما يتيح دراستها علميًا ونشر نتائج الأبحاث لحماية الآثار للأجيال القادمة، كما تشير أعمال المسح الحالية إلى احتمالية وجود نقوش ومعلومات تاريخية جديدة من فترة الأسرة الثامنة عشرة، بالإضافة إلى تفاصيل حول الملوك الذين حكموا في العصر المتأخر مثل بسماتيك الثاني وإبريس.
جهود مستمرة منذ 2008
أكد الخبراء أن هذا الاكتشاف هو نتيجة لجهود متواصلة بدأت منذ عام 2008، حيث قامت البعثة بأول رحلة استكشافية تحت مياه النيل، ويعد هذا الاكتشاف كنزًا تاريخيًا يكشف عن جوانب جديدة من الحضارة المصرية القديمة، حيث أن النقوش تعود إلى عام 550 قبل الميلاد، مما يعزز من قيمة الاكتشاف.