القاهرة، مصر (تقرير خاص) – اتبعت الدولة المصرية، ممثلة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، نهجًا استراتيجيًا جديدًا يهدف إلى تعزيز زراعة المحاصيل الزراعية غير التقليدية، وعلى رأسها محصول “البانكو” أو ما يعرف بـ “البلكم”، الذي يتميز بخصائص اقتصادية وبيئية تجعل منه خيارًا ملائمًا للمزارعين الساعين إلى محاصيل سريعة النمو وقليلة التكلفة. تم إدخال هذا المحصول لأول مرة إلى مصر في عام 2019، بعد أن كانت مصر تعتمد على استيراده من دول مثل أستراليا والهند. ويستخدم البانكو بشكل رئيسي كغذاء للطيور، خاصة العصافير والببغاوات، حيث تتميز حبوبه بقصر فترة نموه التي تتراوح بين 70 و75 يومًا، مما يتيح للمزارعين فرصة زراعته بين العروات الصيفية والنيلية دون التأثير على زراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل الذرة وفول الصويا.
وأشارت وزارة الزراعة إلى أن زراعة فدان واحد من البانكو تتطلب تكلفة اقتصادية بسيطة، حيث تصل تكلفة الزراعة إلى حوالي 5000 جنيه مصري للفدان، بينما يصل إنتاج الفدان إلى نحو طن، بسعر يصل إلى 60 ألف جنيه للطن، إضافةً إلى بيع “التبن” الناتج عنه بحوالي 5 آلاف جنيه. ويحتاج الفدان الواحد من البانكو إلى 15 كجم من التقاوي، التي يصل سعر الكيلو منها إلى 40 جنيهًا، ولا يحتاج سوى إلى كميات قليلة من الأسمدة والمياه، ما يجعله خيارًا مربحًا من الناحية الاقتصادية.
تتم زراعة محصول البانكو في عدة محافظات مثل غرب المنيا وأسيوط وغرب الفشن ببني سويف، ويمكن زراعته في جميع أنواع الأراضي باستثناء الأراضي المالحة. وتوصي الوزارة بزراعة البانكو خلال شهري يونيو ويوليو، حيث يحقق أفضل إنتاجية عند زراعته مبكرًا في النصف الثاني من شهر مايو. ويتم تجهيز الأرض عبر حرثها بشكل عميق وإضافة الأسمدة التنشيطية مثل “سلفات النشادر” قبل وقت الزراعة، ويحتاج المحصول إلى 5 ريات فقط خلال فترة نموه.
وفي هذا السياق، أكد حسين عبدالرحمن، نقيب الفلاحين، أن محصول البانكو قد لاقى إقبالًا واسعًا من المزارعين، نظرًا للعائد الاقتصادي المرتفع مقارنة بالمحاصيل الصيفية المنافسة، خاصة مع انخفاض أسعار الذرة والقطن وتحديد مساحات لزراعة الأرز. يُعتبر البانكو خيارًا ملائمًا للمزارعين الساعين إلى تعزيز أرباحهم، حيث يمكن زراعته مرتين سنويًا في نفس الأرض بفضل تحمله للملوحة وقصر دورة نموه التي تقل عن 3 أشهر، كما أن تكلفته منخفضة ويحقق إنتاجية تصل إلى حوالي 900 كيلو للفدان.
ولفت عبدالرحمن إلى أهمية التوجه إلى وضع آلية تسويقية للمحاصيل الاستراتيجية مثل الذرة، التي تمثل أحد المكونات الأساسية في صناعة الأعلاف، والتي تتطلب استيراد كميات كبيرة لسد الاحتياج المحلي، ما يشكل ضغطًا على ميزانية الدولة من العملة الصعبة