في اللغة العربية، تأتي صيغة المفرد “أطرش” للإشارة إلى شخص يعاني من ضعف في السمع أو فقدانه، وهي صفة تتصل بشكل خاص بالأذن ويعتبر جمع هذه الكلمة من الأمور التي يختلف فيها النحاة واللغويون؛ إذ يمكن جمعها بطرق متعددة، ولكل جمع دلالته اللغوية والتعبيرية.
الجمع الشائع لكلمة “أطرش”
يعد جمع كلمة “أطرش” هو “طُرْش”، وذلك باتباع قاعدة جمع التكسير، حيث تخضع الكلمة لتغيير في البنية الأصلية لها عند الجمع و هذا الجمع يُستخدم غالباً في اللهجة العامية وبعض السياقات الأدبية، ويعبر عن مجموعة من الأفراد الذين يتصفون بضعف السمع أو الصمم مثلًا، يمكن القول: “اجتمع الطرش في مكان واحد للتعبير عن حقوقهم.”
جمع “أطرش” بطريقة أخرى: “طُرشان”
ثمة جمع آخر يُستخدم وهو “طُرشان”، ويعد من الصيغ التي تأتي على وزن “فُعلان”، حيث يُستخدم هذا الجمع لإضافة نوع من التأكيد على الصفة التي يتصف بها هؤلاء الأفراد وصيغة “طُرشان” من الألفاظ التي تتميز بأنها تجمع بين التكسير والوزن، مما يجعلها أقرب إلى التعبير الشعري في بعض الأحيان فمثلاً، نجد أن هذا الجمع قد يُستخدم في الشعر أو الأدب لتعزيز الجانب الصوتي والإيقاعي في النص، كما يُقال: “كأنهم طُرشان لا يسمعون نداء الحق.”
دلالات جمع التكسير في الصفة “أطرش”
يجسد جمع “أطرش” مفهوم التكسير في اللغة العربية، الذي يكسر القاعدة النمطية للجمع من خلال تغيير جذري في بنية الكلمة نفسها ويأتي جمع التكسير هنا ليعبر عن طبيعة الفئة بشكل جماعي دون الحاجة إلى الإضافة أو التركيب، وهو ما يعطي الكلمة قوة في التعبير عن الجماعة بصفة واحدة مشتركة ويعكس هذا النوع من الجمع قدرة اللغة العربية على التعبير عن الحالات الإنسانية بأسلوب يتسم بالشمول والمرونة، ليؤدي معاني دقيقة ترتبط بالسمع أو فقدانه في هذا السياق.
استخدامات الجمع في اللهجات واللغات العامية
على الرغم من أن “أطرش” هي كلمة فصيحة، إلا أن جمعها له حضور واضح في اللهجات العامية في بعض الدول العربية، حيث يُستخدم تعبير “طُرش” و”طُرشان” أحياناً بشكل مجازي للإشارة إلى أشخاص يتجاهلون أو لا يبالون بما يُقال لهم، حتى وإن لم يكونوا يعانون من ضعف السمع الفعلي. ففي بعض المواقف الاجتماعية، يمكن سماع تعبيرات مثل: “هؤلاء الطُرشان لا يعيرون الموضوع اهتماماً.”، للدلالة على عدم اكتراثهم بما يجري من حولهم. ويشير هذا الاستخدام إلى تطور المفاهيم اللغوية في اللهجات المحلية وكيفية تأثيرها على دلالات الكلمة.