تشير العديد من التقارير الصادرة عن كبرى المؤسسات المالية العالمية، إلى أن الذهب قد أصبح ملاذا آمنا ومستثمرا جاذبا في ظل التوترات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، فوفقا لبنك «أوف أمريكا»، يعتبر الذهب حاليا أفضل أصول التحوط المتاحة للمستثمرين.
كما أكد بنك جولدمان ساكس زيادة ملحوظة في الطلب العالمي على الذهب، من جانب البنوك المركزية، خاصة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، حيث تضاعف هذا الطلب أربعة أضعاف.
ارتفاع مستمر في سعر الذهب
يرى بنك مورجان ستانلي، أن تأثير عدة عوامل على أسعار الذهب زاد بشكل كبير في الفترة الأخيرة، فصناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، بالإضافة إلى البنوك المركزية والمستثمرون الأفراد، يلعبون دورا متزايدا في تشكيل أسعار المعدن الأصفر، من خلال تحركاتهم في سوق العقود الآجلة.
أشارت مجموعة سيتي جروب، إلى أن الطلب على الذهب كأصل استثماري لا يزال مرتفعا بشكل غير مسبوق، سواء من جانب المستثمرين الحكوميين أو الخاصين.
وهذا الطلب المتزايد، يضع ضغطا تصاعديا مستمرا على أسعار الذهب، مما يدفعها إلى تحقيق مستويات قياسية جديدة.
ارتفاعات قياسية في سعر الذهب
في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، وتوقعات بتخفيض أسعار الفائدة، شهدت أسعار الذهب ارتفاعات قياسية متتالية خلال العام الحالي، فوصل سعر الأونصة إلى مستويات غير مسبوقة تجاوزت 2700 دولار، ما دفع شركات الاستثمار الكبرى مثل شركات وول ستريت، إلى تعديل توقعاتها لأسعار الذهب بشكل متكرر، وذلك لمواكبة هذه الارتفاعات السريعة وغير المتوقعة.
ويشهد سوق الذهب حاليا اهتماما كبيرا من المستثمرين والمحللين، حيث يتساءلون عن الحد الأعلى لارتفاع أسعار هذا المعدن النفيس.
وصول سعر الذهب إلى 3 آلاف دولار
توصلت العديد من المؤسسات المالية العالمية الكبرى، مثل سيتي جروب، وجولدمان ساكس، ويو بي إس، وبنك أوف أمريكا، إلى توقعات متفائلة بشأن مستقبل أسعار الذهب.
وتتفق هذه المؤسسات، على أن أسعار الذهب قد تشهد ارتفاعا ملحوظا خلال العام المقبل، حيث تتوقع بعضها أن يصل سعر الأونصة إلى 3000 دولار، أي بزيادة تقارب 9% عن السعر الحالي.
ويبدو أن بنك مورجان ستانلي يتوقع ارتفاعا أكبر لأسعار الذهب، حيث يتوقع أن يصل سعر الأونصة إلى 3100 دولار خلال الربع الأول من العام المقبل.
وهذا يشير إلى أن هناك تباينا طفيفا في التوقعات بين هذه المؤسسات، ولكن بشكل عام، هناك إجماع على أن الاتجاه العام لأسعار الذهب سيكون صاعدا.
طلب متزايد على الذهب
يعتبر الطلب المتزايد على الذهب، كملاذ آمن، أحد العوامل الرئيسية التي تدفع أسعاره إلى الارتفاع، ففي ظل التوترات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، يلجأ المستثمرون إلى الذهب للحفاظ على قيمة أموالهم وتقليل المخاطر.
وأكدت دراسات سابقة، مثل دراسة أجراها بنك جولدمان ساكس، على زيادة كبيرة في الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، خاصة منذ اندلاع الصراع الروسي الأوكراني.
وأكد بنك أوف أمريكا، أهمية الذهب كأصل آمن يحمي المستثمرين من المخاطر المتزايدة، ففي ظل حالة عدم اليقين التي تسببت فيها الانتخابات الأمريكية، وتوجهات البنوك المركزية نحو تخفيض أسعار الفائدة، يعتبر الذهب الخيار الأمثل للحفاظ على قيمة الاستثمارات وتقليل المخاطر.
تأثيرات على أسواق الذهب
يرى بنك مورجان ستانلي، أن تأثير العديد من الجهات الفاعلة في سوق الذهب زاد بشكل ملحوظ، فصناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، بالإضافة إلى البنوك المركزية والمستثمرون الأفراد، يلعبون دورا متزايدا في تشكيل أسعار الذهب من خلال تداول العقود الآجلة.
وأشارت مجموعة سيتي جروب، إلى أن الطلب على الذهب كأصل استثماري لا يزال مرتفعا بشكل غير مسبوق، سواء من جانب الحكومات أو الأفراد.
والطلب على الذهب في صناعة المجوهرات، يظهر مرونة كبيرة، مما يدعم أسعار الذهب بشكل مستمر، ويشير هذا إلى أن هناك عوامل متعددة تدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع.