شهدت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي وجود نزاع قانوني فريد من نوعه، حيث تتنازع فيه إحدى الشركات الأمريكية ودولة كولومبيا، وذلك عقب اكتشاف حطام سفينة إسبانية ضخمة عالقة في المياة وتحتوي على كنز ضخم يحتوي على الذهب والزمرد والفضة، وتبلغ قيمته 18 مليار دولار، مستقر في مكانه منذ أكثر من 300 عام.
نزاع أمريكا وكولومبيا على الكنز
هذا وتطالب شركة ((sea search armada الأمريكية المتخصصة في اعمال الإنقاذ والتي قامت باكتشاف الكنز في ثمانينات القرن الماضي، مع دولة كولومبيا، التي يقع الكنز داخل حدود مياهها الإقليمية وتطالب بأحقيتها في الكنز، وقد بدأ التنازع بين الشركة الأمريكية ودولة كولومبيا دون اللجوء الى القضاء، حتى تطور الصراع على أحقية الكنز ليصل الامر إلى محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي حتى يتم وضع حل للصراع بين الأطراف المتنازعة والوصول إلى أحقية الجهة المالكة للكنز.
دخول طرف ثالث في التنازع بين أمريكا وكولومبيا
هذا ولم يقف النزاع عند الشركة الأمريكية وحكومة كولومبيا فحسب، بل ظهرت دولة ثالثة هي دولة بوليفيا في الصراع، وذلك بعد أن زعمت قبيلة بوليفية تدعى”كارا كارا” ملكيتها للكنز، قبل أن يتم سرقته من المناجم الاستعمارية التابعة لها حين كانت تابعة للتاج الإسباني، وطالبت بوليفيا بأحقيتها في الحصول على الكنز المكتشف، والذي هو من الذهب والفضة والزمرد والمعادن الكريمة التي كانت تنقلها سفينة سان خوسيه إلى إسبانيا لكي تستخدم في تمويل الحرب الإسبانية ضد بريطانيا وقدرت قيمته بنحو 18 مليار دولار.
ما سبب غرق سفينة سان خوسيه؟
في سنة 1708، كانت سفينة «سان خوسيه»، عبارة عن سفينة شراعية مجهزة من حوالي 62 مدفع وثلاثة صواريخ، حيث اتها كانت تحمل العديد من الجواهر أو الكنز الضخم الذي تم اكتشافه فيها، ولكن القوات البريطانية قامت باغراقها أثناء الحرب الإسبانية وعلى يركب عليها نا يصل ل 600 فرد، وهذا أثار شيء من الجدل أن هذه السفينة تكون واحدة من ضمن الكثير من السفن الشراعية الإسبانية التي كانت نقوم برحلات كثيرة بين دولة أوروبا والأمريكتين خلال القرن السادس عشر وأيضا الثامن عشر.