يعتبر حقل حاسي مسعود الواقع في دولة الجزائر واحدا من أكبر حقول النفط في الجزائر، ويمثّل رقمًا مهمًا في معادلة إنتاج النفط الخام بشمال أفريقيا، كما يعتبر العمود الفقري لقطاع النفط في البلاد، منذ ستينيات القرن الماضي، ويحتوي الحقل على النصيب الأكبر من احتياطيات النفط الخام في البلاد، وذلك بحسب منصة الطاقة التي مقرها واشنطن.
مساعي دولة الجزائر لتطوير حقل حاسي مسعود
وإيمانا منها بأهمية الحقل في مجال توفير النفط في البلاد، تسعى الجزائر إلى زيادة إنتاجها من النفط والغاز، عبر خطتها لتطوير حقل حاسي مسعود الى جانب عدد من الحقول الأخرى، لتصبح في صدارة الدول المنتجة والمصدرة للطاقة، وترتبط الجزائر مع العديد من دول أوروبا باتفاقيات لتصدير الطاقة، خاصة النفط والغاز والكهرباء التي تقوم بإنتاجهم من مصادرها، إلّا أن حقل حاسي مسعود يمثّل أهمية خاصة، نظرًا لاحتوائه على النفط والغاز معًا.
أكبر حقل نفط في الجزائر
يرجع اكتشاف “حاسي مسعود” الذي يعتبر أكبر حقل نفط في الجزائري إلى عام 1956، حيث استطاعت الدولة اكتشاف النفط في الحقل بحوض واد ميا (Oued Mya Basin)، وبالتحديد على بعد ما يقرب من 650 كيلومترً جنوب شرق العاصمة الجزائر، وذلك في نفس الوقت الذي قامت الدولة باكتشاف النفط في حقل إجيله، وكذلك اكتشاف الغاز الطبيعي في حقل حاسي الرمل، وقد خرج الإنتاج الأول للنفط من حقل حاسي مسعود في عام 1958، بينما بدأ إنتاج الغاز الطبيعي المصاحب من الحقل نفسه في عام 1970، واستعملت السلطات هذا الغاز لتحسين إنتاج النفط من خلال إعادة ضخّه في الحقل.
جدير بالذكر أن حقل حاسي مسعود النفطي يمثل نحو 19% من إجمالي إنتاج النفط في الجزائر، وقدد ارتفع إنتاج الجزائر من النفط الخام بفضل حقل حاسي مسعود إلى نحو 911 ألف برميل يوميًا في عام 2021، مقابل 899 ألف برميل يوميًا، وفق التقرير السنوي لمنظمة أوبك، إلّا أن إنتاجها منخفض في الوقت الحالي، نظرًا لتطبيقها الخفض الطوعي لإنتاج النفط بمقدار 51 ألف برميل يوميًا.
احتياطيات حقل حاسي مسعود
هذا وتبلغ احتياطيات حقل حاسي مسعود الجزائري، نحو 3.9 مليار برميل نفطي، الى جانب 2.4 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وفق تقديرات “أكسفورد بيزنس جروب”، وهي قيمة تعادل نحو 32% تقريبًا من احتياطيات البلاد، وفيما يخص الإنتاج من حقل حاسي مسعود، فانه يبلغ حاليا نحو 470 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، وهو رقم قريب من حجم إنتاجه في عام 1970، الذي كان قد سجل نحو 500 ألف برميل يوميًا، بحسب تقديرات شركة الأبحاث “وود ماكنزي”.