تسعى دول العالم بشكل متزايد إلى الإبتعاد عن الوقود الأحفوري بسبب الأضرار الكبيرة التي يلحقها بالبيئة في هذا السياق، تعتبر طاقة الهيدروجين بديلاً محتملاً، حيث بدأ الاتحاد الأوروبي في العام الماضي تطوير إستراتيجية جديدة تتعلق بهذا النوع من الطاقة كما أن هناك طموحات عالمية لزيادة إنتاج الهيدروجين الأخضر بمقدار خمسين ضعفاً خلال السنوات الست المقبلة.
هيدروجين صديق للبيئة
يشير الخبراء إلى أن الهيدروجين الأخضر قد يكون البديل المثالي للنفط لأسباب عدة، أهمها كونه صديقاً للبيئة وأكثر إستدامة إذا أصبح إنتاج الهيدروجين أكثر سهولة وفاعلية، فقد يواجه النفط تحديات كبيرة في الحفاظ على مكانته وعلى الرغم من أن الهيدروجين لم ينل الإهتمام الكافي حتى الآن، إلا أن الإستثمارات المتزايدة تشير إلى تقدم كبير في هذا المجال، و من المبادرات المهمة في هذا السياق، تأتي مبادرة “Green Hydrogen Catapult”، التي تم إطلاقها من قبل مجموعة من الشركات مثل أكوا باور وCWP Renewables تهدف هذه المبادرة إلى إنتاج 25 غيغاواط من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2026 وفي حال تحقق هذا الهدف، فمن المتوقع أن تنخفض تكاليف الهيدروجين إلى أقل من دولارين للكيلوغرام، مما يجعله منافساً قوياً للوقود الأحفوري.
عملية إنتاج الهيدروجين الأخضر
يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق التحليل الكهربائي للماء، وهي عملية كانت تتطلب كميات كبيرة من الطاقة، مما جعلها غير مجدية من الناحية الاقتصادية لكن مع توافر الكهرباء المتجددة وزيادة كفاءة آلات التحليل الكهربائي، أصبحت هذه الطريقة أكثر فعالية تسعى الشركات إلى تطوير تقنيات جديدة لإنتاج الهيدروجين بتكاليف مماثلة لتكاليف إنتاج الهيدروجين الرمادي والأزرق، و من المتوقع أن تتحقق الأهداف الطموحة في مجال الهيدروجين الأخضر خلال السنوات القادمة، مما قد يؤدي إلى تغيير جذري في نظام الطاقة العالمي إذا نجح الهيدروجين في الحصول على دعم كافي، فقد يغير ميزان القوى الإقتصادية بشكل كبير، مما يفتح آفاق جديدة وواسعة نحو مستقبل أكثر إستدامة.