في إنجاز فريد من نوعه، تمكن الشاب السوري ثائر طراف، الذي يعيش في قرية دير البشل التابعة لمحافظة طرطوس، من زراعة نبتة المتة النادرة، التي تُعتبر تقليديًا صعبة النمو في سوريا، حيث تزرع بكثافة في دول أمريكا الجنوبية مثل البيرو والإكوادور والأرجنتين.
رحلة الزراعة
بدأت رحلة طراف مع نبتة المتة منذ حوالي عشرين عامًا. حاول عدة مرات زراعة بذور هذه النبتة، حيث كان يقوم باستخراج البذور من عبوات المتة المطحونة ويجمعها ليزرعها في أواني بلاستيكية ورغم محاولاته المتكررة، واجه صعوبات كبيرة في جعل البذور تنمو وتستقر، مما أدى إلى شعوره بالإحباط.
وفي خطوة حاسمة، قرر طراف طلب المساعدة من طبيب يعرفه، حيث سافر هذا الطبيب إلى دول أمريكا اللاتينية وجلب له “فسيلة” من نبتة المتة قام طراف بزراعة هذه الفسيلة في مشتل ببانياس، وبعد فترة قصيرة، تحولت الفسيلة إلى شجيرة نمت بشكل جيد، وكأنها مزروعة في موطنها الأصلي.
طريقة تكاثر نبتة المتة
تحدث طراف عن طريقتين رئيسيتين لتكاثر نبتة المتة:
البذار: حيث تنمو البذور على الشجيرات، ويمكن جمعها وزراعتها مجددًا.
العقل: حيث تُقص من الشجيرات مثلما يتم تقليم الطعوم. وقد حقق طراف نجاحًا ملحوظًا في هذه الطريقة.
وصف طراف نبتة المتة بأنها تحتاج إلى منطقة ساحلية دافئة لتنمو بشكل جيد، مما يفسر نجاحه في زراعتها في منطقته.
مميزات نبتة المتة
تتميز شجيرة المتة بأنها دائمة الخضرة، سريعة النمو، ولا تحتاج إلى مبيدات حشرية ولكنها تتطلب سقاية مستمرة وبكميات كبيرة و بعد نجاحه، تمكن طراف من إنتاج حوالي مئتي غرسة وبيعها بأسعار منخفضة للفلاحين في المنطقة، مشجعًا إياهم على زراعة هذه النبتة المهمة.
إسهاماته في الزراعة المحلية
لم يقتصر نجاح طراف على زراعة المتة فقط، بل قام أيضًا بزراعة القهوة بنجاح ضمن مشتلٍ خاص به وأكد أنه يفضل استهلاك القهوة والمنتجات المحلية بدلاً من شراءها من الأسواق، مشددًا على أهمية الاعتماد على الإنتاج المحلي وتجنب الاستيراد.