في عالم يعاني من تقلبات أسعار النفط وتحديات الطاقة ويأتي هذا الاكتشاف ليحدث تحولاً كبيراً في خارطة الطاقة العالمية ، فقد أعلنت مصادر دولية عن اكتشاف أكبر بئر نفط وغاز في العالم باحتياطيات تقدَّر بنحو 25 مليون برميل من النفط وذلك على حدود إحدى الدول غير السعودية والإمارات مما يجعل من هذا الاكتشاف حدثًا لافتًا ومؤثرًا ليس فقط في المنطقة بل في الاقتصاد العالمي ككل ، ومن المتوقع أن يُسهم هذا الاكتشاف في تعزيز النمو الاقتصادي وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة ما قد يؤدي إلى استقرار الأسعار وإنعاش الأسواق العالمية.
اكتشاف نفطي ضخم في النرويج
أعلنت شركة “إكوينور” بالتعاون مع شركائها عن اكتشاف بئر نفطي ضخم في بحر النرويج ويحتوي على احتياطيات تُقدر بـ25 مليون برميل من النفط المكافئ ، ويُعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو تعزيز الإنتاج النفطي لتلبية جزء من الطلب العالمي المتزايد على الطاقة ، ووفقاً لتقرير نشرته منصة الطاقة المتخصصة في واشنطن فإن البئر يقع على بعد 260 كيلومتراً جنوب غرب مدينة برونويسند النرويجية.
تفاصيل اكتشاف بئر “6406/2-H-L” في بحر النرويج
تم العثور على بئر “6406/2-H-L” ضمن موقع “لافرايس” في منطقة التنقيب “هالتنبانكين فيست يونيت” في بحر النرويج ويشمل الموقع عدة حقول أخرى مثل كريتسين وكريستين كيو ، وتقدر الموارد المكتشفة في هذه البئر بحوالي 4 ملايين متر مكعب من النفط المكافئ أي ما يعادل 25 مليون برميل وهو ما يشكل مساهمة كبيرة في دعم إنتاج الطاقة العالمي ، وتعتبر شركة إكوينور هي المشغّل الرئيسي لهذا الاكتشاف وتمتلك حصة تبلغ 54.82%، وتليها شركة بيتورو بنسبة 22.5% وشركة فار إنرجي بنسبة 16.6%، بينما تمتلك شركة توتال إنرجي الحصة المتبقية البالغة 6% ، وتسعى هذه الشركات إلى تطوير الاكتشاف وربطه بالبنية التحتية الأساسية الموجودة في حقل “لافرايس”.
البنية التحتية لعمليات حفر البئر
أجريت عمليات الحفر باستخدام منصة الحفر شبه الغاطسة “سبيتسبيرغين” من الجيل السادس والتي تمتلكها شركة “ترانس أوشن” ، وقد تم اكتشاف عمود غازي بسمك 30 متراً في الجزء السفلي من تكوين “تيلجي” ويتميز الخزان بجودة متوسطة إلى جيدة في الصخور الرملية مع وجود غاز في الطبقات العليا ، وبعد نجاح اكتشاف البئر تم إغلاقها بشكل مؤقت تمهيداً لبدء عمليات التقييم والتطوير في منطقة التنقيب حيث تسعى الشركات إلى ربط الاكتشاف بالبنية التحتية المجاورة ، ويبلغ طول البئر المكتشفة حوالي 6075 متراً وعمقها العمودي 5045 متراً تحت سطح البحر ، وأعلنت وزارة الطاقة النرويجية عن فتح باب التراخيص للشركات المهتمة بالتنقيب في الجرف القاري حيث تشارك 11 شركة عالمية في الجولة السنوية التي تشمل مناطق متقدمة في بحر النرويج وتم فتح باب التقديم في مايو وسيغلق في سبتمبر بينما تُعلن النتائج بداية العام المقبل.
أهمية التنقيب في الجرف القاري النرويجي لأمن الطاقة الأوروبي
مع توقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا في عام 2022 نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية وأصبحت النرويج أكبر مصدر للغاز إلى أوروبا وقد صرّح وزير النفط والطاقة النرويجي بأن استكشافات النفط والغاز الجديدة ضرورية لتعويض تراجع الإنتاج المتوقع خلال العقد المقبل وتوفير فرص عمل وزيادة إيرادات الدولة إلى جانب ضمان استقرار أمن الطاقة في أوروبا ، وتُظهر هذه الاكتشافات الضخمة في بحر النرويج دور النرويج الريادي في تأمين الطاقة العالمية وتؤكد على ضرورة الاستمرار في البحث عن موارد جديدة لتعزيز الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد.