افتتح الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، فعاليات المؤتمر الدولى السابع، الذى تنظمه الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، نائبًا عن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والذى يقام هذا العام تحت شعار “جودة التعليم فى عصر الذكاء الاصطناعى “.
جاء ذلك بحضور الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر الشريف، مُمثلاً عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، والدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، والسيد محمد جُبران وزير القوى العاملة، والسيد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتورة نادية بدراوى رئيس الشبكة العربية لضمان الجودة فى التعليم العالي، والدكتور مايكل ك. ج. ميليغان الرئيس التنفيذى لهيئة الاعتماد (ABET) من الولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور دوغلاس بلاك ستوك، رئيس الرابطة الأوروبية لضمان الجودة فى التعليم العالى (ENQA)، والدكتور محمد عمارة رئيس الهيئة المصرية لضمان الجودة والاعتماد للتعليم الفني.
فى مُستهلّ كلمته أعرب الدكتور أيمن عاشور عن سعادته بالمُشاركة فى أعمال المؤتمر الدولى السابع للهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، مُوضحًا أن المؤتمر يأتى للمرة السابعة على التوالي؛ لمُناقشة العديد من الموضوعات الهامة التى تتعلق بجودة التعليم المصرى بجميع مراحله، وقضايا تدويل التعليم، ودور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى تحسين التعليم وضمان جودته، مُشيدًا بجهود هيئة ضمان الجودة فى الربط بين التعليم والذكاء الاصطناعي، وهو توجه مُهم يحتاج إلى إعادة تشكيل منظومة التعليم العالى فى مصر، من خلال التركيز على التكنولوجيا والابتكار والبحث العلمي، بِما يتلاءم مع متطلبات سوق العمل ووظائف المستقبل.
وأوضح الوزير أن السعى لتحقيق نواتج تعليم وتعلُم ذات جودة وتنافُسية عالية، استلزم تحديث نُظم العمل والمناهج الدراسية فى العديد من التخصصات التقليدية، والانتقال نحو جامعات الجيل الرابع التى تُركز على ربط البحث العلمى بحاجات المجتمع وحل مشكلاته، مُشيرًا إلى ما شهدته السنوات الثلاثة الماضية من زيادة مُستمرة فى عدد برامج الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي، حيث وصل عددها الآن إلى 96 كلية للذكاء الاصطناعى وعلوم الحاسب الآلي، تتنوع مَساراتها ما بين تعليم حكومى وخاص وأهلى وجامعات تكنولوجية، ضمن رحاب أكثر من 115 جامعة مصرية، حيث بلغ عدد الطلاب المُلتحقين بهذه البرامج 110 ألف طالب وطالبة بزيادة 40% عن العام الماضي.
وخلال كلمته أكد الوزير سعيه الدائم لتحقيق مُستويات عالمية فى جودة التعليم، من خلال تبنى مبدأ “التخصُصات المُتداخلة والبرامج البينية” لإعداد خريجين مُؤهلين لسوق العمل، مُشيرًا إلى أهمية جودة التعليم بِما يتماشى مع معايير هيئة ضمان الجودة والاعتماد المصرية، مُتوجهًا بالشكر إلى جميع العاملين فى هيئة ضمان الجودة والاعتماد على جهودهم الكبيرة فى اعتماد المُؤسسات والبرامج الأكاديمية فى الجامعات المصرية، وكذلك اعتماد المعاهد العليا الخاصة.
وأضاف عاشور، أنه انطلاقًا من تعزيز الاعتماد الدولى لعدد من البرامج الأكاديمية بالجامعات المصرية، تم خلال شهر سبتمبر من العام الجاري، توقيع مُذكرات تفاهم لإنشاء مكاتب لثلاث جهات اعتماد دولية فى مصر، تُغطى مجالات العلوم الطبية، والعمارة والفنون، وكذلك قطاع التجارة والاقتصاد، بهدف تأهيل البرامج ذات الصلة للحصول على الاعتماد الدولى بعد اعتمادها محليًا.
ومن جانبه أعلن الدكتور علاء عشماوى رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، عن إنشاء قطاعين جديدين للهيئة هما قطاع اعتماد المؤسسات والبرامج التدريبية والإطار الوطنى للمؤهلات، لافتًا إلى أن الإطار الوطنى للمؤهلات بدأ منذ عشر سنوات، ولكن بدأ تفعيل عمله من خلال منصة تم إدراج 800 مؤهل علمى بها بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص.
وأوضح أن المؤتمر يهدف إلى تبادل الآراء والخبرات والمُمارسات والتجارب المُختلفة حول تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى مجال جودة التعليم؛ يِما يُسهم فى تحسين فاعلية تقييم المُؤسسات والبرامج التعليمية والتدريبية وبناء الثقة فى المُخرجات التعليمية على المُستوى الوطنى والإقليمى والدولي،
ولفت إلى تزامن المؤتمر مع احتفال أفريقيا بالعام الجارى 2024 باعتباره عام التعليم، وسيقوم المُشاركون من جميع أنحاء القارة بعرض ومُناقشة سُبل التعاون عبر القارة فى مجال ضمان جودة التعليم والاعتماد، من خلال المُبادرات القائمة من أجل مُواءمة معايير ضمان الجودة (HAQAA3)، والإطار الأفريقى للمؤهلات (ACQF)، وإنشاء المؤسسة الأفريقية (PAQAA) لضمان جودة التعليم والاعتماد.
وأشار الدكتور عشماوى إلى أهمية هذا المؤتمر والذى يتيح للمُشاركين الفُرص لطرح مُبادرات جديدة لتسهيل التنقل بين المسارات التعليمية المُختلفة، وإتاحة آليات لانتقال الخريجين عبر الحدود على المستوى الإقليمى والدولي؛ من أجل الارتقاء بمستوى التعليم والتدريب فى ظل الجمهورية الجديدة والاتساق مع رؤية مصر 2030، لافتًا إلى أنه يعد فرصة طيبة لرصد واقع الجودة فى مؤسساتنا التعليمية واستشراق المستقبل وتحديد الأهداف التى نسعى لتحقيقها والمسارات المطلوب اتباعها.
وأضاف أن هذا المؤتمر سيُساعد بدوره على التفاعل مع الخُبراء الدوليين حول التوجهات الجديدة فى التعليم، مع رسم السياسة المُستقبلية لدمج الذكاء الاصطناعى فى عمليات ضمان الجودة، إضافة إلى الاطلاع على أفضل المُمارسات فى مجال ضمان جودة التعليم، والتواصل مع المُتخصصين فى ضمان جودة التعليم، عِلاوة على حضور ورش عمل عملية وثرية بالمحتوى، فضلًا عن بناء الشراكات الإقليمية والدولية، والتعريف بمعايير الاعتماد الجديدة للتعليم قبل الجامعى والتعليم العالى وإطلاق الإطار الوطنى للمؤهلات المصرية.
تأتى النسخة السابعة من المؤتمر هذا العام تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، بُمشاركة ما يقرب من 1000 مُتخصص من مُمَثلى جميع مُستويات التعليم بمصر، ولفيف من الخُبراء الدوليين، ومُمثلين لهيئات ضمان الجودة العربية والأفريقية، وعدد من رؤساء الجامعات المصرية، حيث تستهدف الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، جلب أكبر عدد من المُنظمات والخُبراء الدوليين لعرض خبراتهم على القائمين على العملية التعليمية، سواء على مستوى التعليم العالى أو التعليم قبل الجامعي؛ لإحداث النقلة النوعية فى التعليم المصري، وتعزيز الشراكات الدولية فى مجال التعليم والتطوير المهني.
ويأتى المؤتمر انطلاقًا من مُواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، والدور المنوط بالهيئة لضمان جودة المُخرجات التعليمية، وتعزيز الثقة بين المُخرجات على الصعيدين القومى والدولي، وإسهامًا فى تحقيق رؤية مصر 2030، كَشريك محورى فى تطوير التعليم بمصر ورائد لضمان جودته.
جدير بالذكر أن المؤتمر هذا العام ينظم بالتعاون مع مجلس اعتماد التعليم الهندسى والتكنولوجى ABET، واتحاد نيو إنجلاند للكليات والمدارس NEASC، ومُبادرة تنسيق معايير جودة التعليم العالى بالدول الأفريقية HAQAA، والشبكة العربية لضمان جودة التعليم العالى ANQAHE، والمنظمة الأوربية لضمان جودة التعليم العالى ENQA، وبنك المعرفة المصري.
نقلا عن اليوم السابع