تشهد المجتمعات العربية تغيرات اجتماعية واقتصادية تتطلب من الحكومات تحديث القوانين لتلبية احتياجات الأفراد بشكل أكثر فعالية، في هذا السياق، قامت الحكومة المصرية بإدخال تعديلات هامة على قانون الأحوال الشخصية لعام 2024، بهدف تنظيم عملية الطلاق وحماية حقوق الأسرة، مما يسهم في تقليل نسب الطلاق وتعزيز الاستقرار الأسري.
التعديلات الجديدة على قانون الأحوال الشخصية
شروط الطلاق
يتضمن قانون الأحوال الشخصية الجديد لعام 2024 شرطين رئيسيين يتعلقان بمرحلة ما قبل الطلاق، بهدف تفادي القرارات المتسرعة:
1. جلسات الوساطة: يتطلب القانون من الزوجين اللجوء إلى جلسات وساطة مع مختصين في العلاقات الزوجية، تهدف هذه الجلسات إلى حل النزاعات وتحسين التواصل بين الزوجين، مما قد يسهم في إصلاح العلاقة بدلا من إنهائها.
2. فترة الانتظار: يفرض القانون فترة تروي قبل إصدار حكم الطلاق الرسمي، حيث أن هذه الفترة تتيح للزوجين الوقت الكافي للتفكير في عواقب القرار، وتعمل على تقييم إمكانية إصلاح العلاقة.
التوافق المالي وحضانة الأطفال
تسعى التعديلات الجديدة أيضا إلى ضمان توافق الزوجين حول الأمور المالية والاجتماعية المتعلقة بالطلاق:
- التوافق المالي: يجب على الزجين الاتفاق على تفاصيل النفقة والممتلكات، مما يساعد في تجنب النزاعات المالية المستقبلية.
- حضانة الأطفال: يركز القانون على حماية حقوق الأطفال، إذ يلزم الزوجين بالتوصل إلى اتفاق حول حضانة الأطفال وزيارات الطرف غير الحاضن، ولكن في حال عدم التوافق، تتدخل المحكمة لتحديد ما يحقق مصلحة الأطفال وحقوق الطرفين.
- تعكس التعديلات الجديدة على قانون الأحوال الشخصية لعام 2024 التزام الحكومة المصرية بتعزيز استقرار الأسرة وتقليل نسب الطلاق، من خلال التركيز على الوساطة وفترة التروي والتوافق المالي، تسعى هذه التعديلات إلى حماية حقوق جميع الأطراف المعنية وضمان حياة أفضل للأطفال، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر استقرارًا وتماسكا.