تغطي بحيرة ناصر مساحة تبلغ 2030 ميلا مربعا، وتتميز بسعة تخزين تقارب 132 كيلومترا مكعبا، مما يجعلها مصدرا حيويا اقتصاديا وبيئيا، والقاهرة (خاص عن مصر تمتد بحيرة ناصر التي تعتبر واحدة من أكبر البحيرات الاصطناعية في العالم، عبر مناطق جنوب مصر وشمال السودان تشكلت هذه البحيرة بسبب إنشاء السد العالي في أسوان بين عامي 1960 و1970، ويصل طولها إلى 298 ميلا بينما يتراوح عرضها في أوسع نقطة لها حوالي 10 أميال، وبحسب تقرير نشره ديلي أكسبريس تغطي بحيرة ناصر مساحة قدرها 2030 ميل مربع وتتميز بسعة تخزين تصل إلى حوالي 132 كيلومتر مكعب (32 ميل مكعب) مما يجعلها مصدرا حيويا ذو أهمية اقتصادية وبيئية.
بداية مثيرة للجدل
جاء إنشاء بحيرة ناصر مع العديد من التحديات قبل بدء أعمال البناء واجه مشروع السد العالي في أسوان مقاومة بسبب النزوح الواسع الذي تطلبه أطلق على السد اسم ثاني رئيس لمصر جمال عبد الناصر، وقد تم تصميمه لتأمين موارد المياه ودعم التوسع الزراعي وتوليد الطاقة الكهرومائية عند اكتمال بناء السد في عام 1970 كان ذلك إنجازا ضخما حيث وفر حوالي 2.1 جيجاوات من الكهرباء، وهو ما كان كافيا لتلبية نصف احتياجات مصر من الطاقة في ذلك الوقت.
ومع ذلك كان لبناء السد تأثير على الدولتين الجارتين ففي السودان، ونتج عن ذلك غمر أراضي النوبة مما تسبب في نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص من واحدة من أقدم الحضارات في العالم.
أدى هذا النزوح إلى تعزيز جهود الحماية الدولية بما في ذلك حملة اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة حيث تم نقل العديد من المواقع التاريخية مثل معابد كلابشة ورغم ذلك، تعرضت بعض المواقع مثل حصن بوهن، للغمر الدائم بالمياه.
شريان حياة اقتصادي لمصر
رغم هذه التحديات أصبحت بحيرة ناصر عنصرا أساسيا في الزراعة والاقتصاد المصري ساهمت البحيرة في زيادة مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في مصر بنسبة 30٪، مما أفاد القطاع الزراعي الذي يعمل به نحو ربع السكان كما عززت صناعة صيد الأسماك في البلاد وساعدت في تحسين سبل العيش في المناطق المحيطة بها بالإضافة إلى ذلك، أصبحت المنطقة وجهة سياحية بارزة تجذب الزوار المهتمين بمياهها الشاسعة وأهميتها التاريخية.
التأثير البيئي وموائل التماسيح
لقد كان لبحيرة ناصر تأثير أيضا على النظام البيئي المحيط بها فهي تعد موطنا لحوالي 10000 تمساح من نوع تمساح النيل الذي يعتبر النوع الوحيد من التماسيح في أفريقيا وثاني أكبر نوع على مستوى العالم.
تعيش هذه الزواحف الكبيرة التي يتراوح طولها بين 2.5 و 5 أمتار بكثرة في البحيرة ومع ذلك أعرب بعض الخبراء مثل عزت عوض المدير السابق لهيئة الثروة السمكية في مصر، عن قلقهم بشأن مرور التماسيح عبر السد العالي في أسوان خلال تغيرات منسوب المياه، مما أدى إلى رؤى نادرة للتماسيح في شمال البحيرة حتى في ضواحي القاهرة.
ومع ذلك فإن الآثار البيئية تتجاوز مجرد هجرة التماسيح أدى إنشاء السدود على نهر النيل إلى إعاقة التدفق الطبيعي للرواسب الغنية بالعناصر الغذائية، التي كانت تغذي التربة الخصبة على ضفاف وادي النيل وبدون هذه الرواسب، اضطر المزارعون المصريون إلى استخدام الأسمدة المعدنية للحفاظ على إنتاجهم الزراعي مما أضاف بعدا جديدا للممارسات الزراعية في البلاد.
عملية موازنة بين التقدم والحفاظ على البيئة
تقف بحيرة ناصر شاهدا على الأهداف الطموحة للبنية التحتية في مصر والتحديات البيئية المستمرة باعتبارها معجزة من صنع الإنسان، فقد أعادت تشكيل الممارسات الزراعية وساهمت في تعزيز الاقتصاد وخلقت فرصا سياحية جديدة ومع ذلك، وأدى إنشاء البحيرة إلى التأثير على النظم البيئية وتهجير المجتمعات القديمة، مما يسلط الضوء على الإرث المعقد لسد أسوان العالي تعد قصة بحيرة ناصر تذكيرا دائما بالتوازن المطلوب بين التقدم البشري والحفاظ على البيئة في المناظر الطبيعية القديمة لنهر النيل.