خبراء: الحفاظ على التراث الثقافى والمعمارى للمدن يتطلب تضافر الجهود الدولية

قال خبراء إن الحروب والصراعات تسببت فى تدمير جزء كبير من التراث الثقافى والمعمارى، مؤكدين أن الحفاظ على التراث الثقافى والمعمارى للمدن يتطلب تضافر الجهود الدولية، والعمل مع المنظمات العالمية لحماية ما تبقى من معالم حضرية في المدن المتضررة، وأيضا لدعم الدول التي تسعى لإعادة بناء تراثها الحضرى.

وأضاف الخبراء – فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، على هامش المنتدى الحضرى العالمى – أن استضافة مصر للنسخة الـ12 من المنتدى الذي تنظمه الأمم المتحدة، خطوة مهمة تؤكد مكانة مصر الرائدة في القضايا الحضرية والتنمية المستدامة مما يعكس الثقة العالمية في قدرة مصر على قيادة الحوار حول التحديات الحضرية.

من جابه.. قال خبير الإدارة المحلية الدكتور رضا فرحات إن المنتدى الحضري العالمي يمثل فرصة ثمينة لتبادل الأفكار وتعزيز التعاون الدولي لإيجاد حلول مبتكرة تدعم التحضر السريع وتوفر فرصًا متكافئة لكافة فئات المجتمع، بحيث يستفيد الجميع من التحول الحضري المستدام في كافة أنحاء العالم.

وأضاف أن هذه الفعالية تفتح آفاقًا واسعة للشراكات بين الدول؛ مما يساهم في تطوير مشروعات حضرية شاملة وذات تأثير إيجابي طويل الأمد، منوهًا بأن الحروب والصراعات تسببت في تدمير جزء كبير من التراث الثقافي والمعماري، وشوهت معالم حضرية كانت شاهدة على حضارات إنسانية امتدت لآلاف السنين وتدمير مبان تاريخية وأسواق تقليدية ومساجد وكنائس قديمة، تاركة إرثا عمرانيا متضررا يصعب استعادته بالكامل، مما يعد خسارة حضارية لا تقدر بثمن وهذه الخسائر تؤثر بشكل مباشر على الهوية الاجتماعية والانتماء الوطني لأن التراث المعماري هو جزء من الهوية الجماعية للمجتمعات.

وأوضح أن الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري للمدن يتطلب تضافر الجهود الدولية، والعمل مع المنظمات العالمية لحماية ما تبقى من معالم حضرية في المدن المتضررة، وأيضا لدعم الدول التي تسعى لإعادة بناء تراثها الحضري.

وتابع أن المنتدى يوفر فرصة لتبادل الأفكار حول أهمية إيجاد حلول متكاملة لتحديات التحضر المعاصر تجمع بين التنمية الحضرية المستدامة والحفاظ على التراث والتأكيد على أن التنمية لا يمكن أن تتحقق دون الحفاظ على الهوية الثقافية والتراث المعماري للمدن.
وبدوره..أكد رئيس حزب الاتحاد المستشار رضا صقر أهمية استضافة مصر للمنتدى، مشيرًا إلى أن هذا الحدث الذي يعقد للمرة الأولى في القاهرة، يأتي انعكاسا لما حققته مصر من تقدم كبير في المجال العمرانية.

وقال إن المنتدى يحقق التواصل والتطوير في مجتمعاتنا الحضارية، منوها بأن المنتدى يمثل عمودًا للتنمية الحضارية، ومواجهة التحديات التي تعوق تلك التنمية الحضارية، على رأسها الاحتباس الحراري وتغير المناخ وكذلك الصراعات التي تشهدها المنطقة.

ومن ناحيته..قال رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة المركزية بحزب الحرية عيد عبدالهادي إن مصر حققت طفرة كبيرة في التطور العمراني والحضري في فترة زمنية وجيزة خلال 10 سنوات بالعمران والطرق والكباري وتطوير العشوائيات، مما جعلها نموذجا يحتذى به في مجال التنمية المستدامة والعمرانية.

وأضاف أنه من المقرر أن تنتهي مصر من تطوير الأسواق العشوائية والمناطق غير المخططة عام 2030، حيث يبلغ إجمالي مساحة المناطق غير المخططة لعواصم مدن المحافظات 152 ألف فدان، وتصل تكلفة رفع كفاءة البنية الأساسية بها لـ 318 مليار جنيه.

وأوضح أن المنتدى فرصة هائلة لكل الخبراء المُشاركين في فعالياته أن يروا التجربة المصرية الفريدة و التعرف على الجمهورية الجديدة التي شرعت الدولة المصرية في بنائها على مدار السنوات العشر الماضية.

وتستضيف القاهرة فعاليات الدورة الـ12 للمنتدى الحضري العالمي الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) بالتعاون مع الحكومة المصرية، تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بجانب وزارتي التنمية المحلية والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية خلال الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر 2024..ويعد المنتدى ثاني أكبر حدث على أجندة الأمم المتحدة، بعد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي.

نقلا عن اليوم السابع