في الآونة الأخيرة، اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي جدل واسع حول “الهون النحاس القديم”، والذي تجاوزت أسعاره 450 ألف جنيه. هذه الأداة، التي كانت تعتبر قديمًا وسيلة بسيطة لتحضير الطعام، أصبحت اليوم تساوي ثروة، مما يثير تساؤلات حول السبب وراء هذا الارتفاع الجنوني في سعرها، وما الذي يجعلها محط اهتمام جامعي التحف وعشاق التراث.
لماذا ارتفعت أسعار الهون النحاس القديم؟
تختلف أسعار الهون النحاس القديم بشكل كبير حسب نوعه وحجمه وتاريخ صنعه، إذ تبدأ من 1200 جنيه وتصل إلى مبالغ ضخمة تقدر بمئات الآلاف من الجنيهات وقد أعزى البائعون هذا الارتفاع لعدة أسباب، أبرزها احتواء بعض الأهوان القديمة على نسبة من الذهب، مما يرفع من قيمتها المادية.
الذهب في الهون النحاس
أكد بعض البائعين، مثل الحاج أبو أحمد، أن الهون النحاس القديم يحتوي في بعض الأحيان على نسبة بسيطة من الذهب، مما يجعله ذو قيمة مادية كبيرة فهذه الأهوان يمكن إذابتها واستعمال محتواها في صنع مشغولات يدوية تحتوي على خليط من الذهب والنحاس الخالص، وهو ما يفسر جزءًا من الارتفاع الكبير في الأسعار.
القيمة التاريخية والتراثية
من جانب آخر، يضيف عامل التراث قيمة إضافية لهذه القطع. فبعض الأهوان يعود عمرها إلى ما يقرب من 200 سنة، وتوارثتها العائلات جيلًا بعد جيل، ما يجعلها قطعًا نادرة تحمل تاريخًا أصيلًا ويقول عم خالد، الذي يعرض هونًا بسعر 200 ألف جنيه، إن هذا الهون قديم جدًا ويعد تحفة تراثية يمكن أن تكون جزءًا من مقتنيات المتاحف أو ضمن التحف التي يقتنيها الأثرياء وهواة جمع القطع النادرة.
خصائص الهون النحاس الأصلي وكيفية تمييزه
التعرف على الهون النحاس الأصلي يتطلب فحصًا دقيقًا لعدة خصائص:
الصوت: يصدر الهون النحاس الأصلي صوتًا رنانًا قويًا عند الطرق عليه أو إلقائه على الأرض، بسبب كثافة النحاس وجودته.
الوزن: كلما زاد وزن الهون، كانت كثافة النحاس أعلى، مما يشير إلى جودته وأصالته.
التاريخ: يفضل هواة جمع القطع الأثرية الأهوان التي تعود إلى أكثر من 100 عام، مما يزيد من قيمتها وقابليتها لعرضها كتحف نادرة.
النقوش والزخارف: تتميز الأهوان القديمة بنقوش وزخارف يدوية تتبع طرزًا تاريخية معينة، مثل الطراز العثماني، الذي يكون فيه الهون أطول وأنحف من نظيره المصري، الذي يتميز بالاتساع والقصر.
الهون النحاس في السوق
تزايد الطلب على الهون النحاس القديم بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، حيث عرضت عدة منصات بيع إلكترونية هذه القطع بأسعار تتفاوت حسب عوامل الجودة والتاريخ، مما جعلها محط اهتمام كبير ويرى البعض أن هذه الأسعار المرتفعة ليست للجميع، وإنما تتوجه بشكل خاص إلى فئة معينة من الزبائن، مثل الأثرياء وهواة جمع التحف الأثرية.