اللغة العربية، بتاريخها العريق ومفرداتها العميقة، تعتبر من أرقى اللغات التي تجمع بين العلم والجمال والتعبير فقصتنا اليوم تتحدث عن طالب في مرحلة الثانوية العامة، واجه تحدي اختبار اللغة العربية، وتمكن من الإجابة على سؤال بطريقة أذهلت المصححين وجعلتهم يتأثرون بشدة، حتى أن البعض بكى تأثرًا بجوابه.
بداية الاختبار واستعداد الطالب
كان الطالب معروفًا بحبه الكبير للغة العربية وولعه بالشعر والنصوص الأدبية وكانت ملامح التركيز تظهر بوضوح على وجهه وهو يجلس في قاعة الاختبار، وقد اعتاد الطلاب على التفوق والتميز، لكن لم يكن أحد يتوقع أن إجابته ستأخذ هذا التأثير العاطفي الكبير.
السؤال الصعب والتحدي
كان السؤال المطروح في الامتحان عن موضوع حساس، يتناول جانبًا عميقًا من معاني اللغة، ويطلب من الطلاب التعبير بأسلوب شخصي عن مفهوم “الوفاء والتضحية” في حياة الإنسان وكان الهدف من السؤال هو قياس قدرة الطالب على التعبير بأسلوب أدبي مؤثر، ومدى قدرته على استخراج الصور البلاغية وإحياء روح النص.
إجابة الطالب
بدأ الطالب يكتب بعمق وتأنٍّ، وكأن الكلمات تتدفق من قلبه. تحدث في إجابته عن التضحية التي لا تُرى ولا تقدر ، وعن الوفاء الذي لا ينتظر مقابلًا وجسّد هذه المعاني من خلال قصة مستوحاة من طفولته، حيث وصف كيف كانت والدته تتفانى في رعايته، وكيف كانت تقدم كل ما تستطيع من حب واهتمام من دون انتظار أي شكر أو تقدير استخدم الطالب أسلوبًا بلاغيًا مذهلًا، فكانت كل جملة تحمل في طياتها مشاعر صادقة ومعاني عميقة وكتب عن اللحظات التي كانت والدته تسهر بجانبه في ليالي الشتاء الباردة، حين كان مريضًا، وكانت تتحمل الألم من أجل راحته، وتظهر ابتسامة مشرقة على وجهها رغم التعب.
التأثير الكبير على المصححين
عندما قرأ المصححون إجابة الطالب، وقفوا مذهولين أمام صدق كلماته وبلاغة أسلوبه فلقد استطاع هذا الطالب أن يترجم مشاعر الأمومة الصادقة بشكل عميق، حتى أن بعض المصححين شعر بأن الكلمات لامست قلبه وأعادته إلى ذكريات خاصة عن أمه وتضحياتها.
حملت إجابة الطالب عمقًا إنسانيًا كبيرًا، فلم يكن مجرد سرد، بل كان أشبه بلوحة أدبية عاطفية، جمعت بين الوفاء والتضحية والحب الأبدي فتأثر المصححون إلى حد البكاء، وكانت الدموع تعكس قوة الكلمات وقدرتها على لمس الأرواح.
كلمات تظل في الذاكرة
ختم الطالب إجابته بعبارة لخصت جوابه العميق: “الوفاء الحقيقي لا يُقاس بالوعد، بل بالصمت الذي يسبق الابتسامة حين نختار أن نعطي من قلوبنا دون انتظار، كما تفعل أمي في كل لحظة” كانت هذه العبارة كافية لتترك أثرًا عميقًا في نفوس المصححين، فقد عبرت عن قمة الوفاء وأسمى معاني التضحية بلغة بسيطة وراقية.
أذهلت إجابة الطالب الجميع، ولم يتردد المصححون في منح إجابته أعلى الدرجات، تقديرًا لقدرته على التعبير بهذا الأسلوب الأدبي العالي و لم تكن الدرجات هي الجائزة الوحيدة، بل وصلت قصته وإجابته المؤثرة إلى إدارة المدرسة، التي قامت بتكريمه أمام زملائه مع إشادة كبيرة بموهبته في الكتابة وقدرته على التعبير عن المشاعر الإنسانية العميقة.