في خطوة مبتكرة نحو تطوير الروبوتات الطبية تمكن باحثون من الجمعية الكيميائية الأمريكية من تصميم روبوت صغير بحجم الإصبع مستوحى من شكل اليرقة يملك القدرة على الانثناء والتدحرج في الأنسجة والعضلات الضيقة هذا الروبوت، الذي يعتمد على تقنيات مغناطيسية متقدمة، قد يكون المفتاح لمستقبل الجراحة والعلاج الطبي الأكثر دقة وفعالية بالإضافة إلى إمكانية التخلص منها بعد إتمام مهمتها في الجسم.
روبوتات صغيرة لثورة في الطب والعلاج: ابتكار مغناطيسي جديد
الروبوتات اللينة: حجم صغير وقدرة كبيرة
من المعروف أن الروبوتات الصغيرة يمكن أن توفر حلولًا مثالية في مجال الطب خصوصًا في الأماكن التي يصعب الوصول إليها في جسم الإنسان إلا أن معظم الروبوتات السابقة كانت مصنوعة من مواد غير قابلة للتحلل مثل السيليكون، ما يفرض الحاجة لإجراء جراحة لإزالتها بعد انتهاء مهمتها ولكن الروبوتات الجديدة التي طورها الباحثان وانفينغ شانغ وياجينغ شين مصنوعة من مواد ناعمة، مما يتيح لها التحلل الذاتي بعد أداء وظيفتها، وهو ما يمثل تقدمًا هائلًا في هذا المجال.
تصميم يعتمد على المغناطيسية
الروبوت الجديد يعتمد على تقنيات مغناطيسية متطورة، حيث تم تصنيعه من محلول هلامي يحتوي على جزيئات أكسيد الحديد الدقيقة وعند وضع هذا المحلول فوق مغناطيس دائم، تتسبب القوى المغناطيسية في دفع الجسيمات الدقيقة للخارج، مما يؤدي إلى تشكيل أرجل تشبه أرجل الحشرات على طول خطوط المجال المغناطيسي هذه الأرجل تمنح الروبوت القدرة على التدحرج والانتقال بسلاسة عبر الأنسجة الضيقة داخل جسم الإنسان.
إمكانيات كبيرة في التطبيقات الطبية
يتمتع الروبوت الجديد بمرونة كبيرة تسمح له بالحركة بسهولة في مناطق وعرة داخل الجهاز الهضمي، كما يمكن تغطيته بمحلول دوائي لتوصيل الأدوية بدقة إلى العضو المستهدف يتوقع الباحثون أن يسهم هذا الروبوت في تحسين علاج العديد من الأمراض التي تتطلب تدخلًا جراحيًا دقيقًا في أماكن يصعب الوصول إليها كما يمكن استخدامه مستقبلاً في عمليات جراحية معقدة أو توصيل الأدوية إلى مناطق معينة في الجسم بشكل مباشر.
التحلل الذاتي: حل لمشكلة التخلص من الروبوتات
ما يميز هذا الروبوت عن غيره من الروبوتات السابقة هو قدرته على التحلل الذاتي بعد انتهاء مهمته. فبدلاً من أن تترك مادة غير قابلة للتحلل في الجسم يتم تصميم هذا الروبوت ليذوب ويتحلل بشكل طبيعي بعد إتمام العملية الطبية هذه الميزة قد تفتح المجال لتطبيقات عديدة في المستقبل بما في ذلك استخدامها في إيصال الأدوية أو لإجراء جراحات داخلية دون الحاجة إلى تدخل جراحي لإزالة الجهاز بعد الانتهاء من المهمة.