فيات تفاجئ العالم بأول سيارة تعمل بالكحول «الإيثانول»، تعود بداية قصة السيارات الهجينة إلى عام 1901، عندما قام فرديناند بورش بتطوير سيارة Loehner-Porsche “Mixte”، التي دمجت بين محرك كهربائي ومحرك احتراق داخلي، ومع ذلك، لم تحقق السيارات الهجينة انتشارًا واسعًا إلا في التسعينيات، خصوصًا مع دخول سيارة تويوتا بريوس، التي أُعتبرت خطوة مهمة في مجال السيارات الصديقة للبيئة.
منذ ذلك الحين، شهدت تكنولوجيا السيارات الهجينة تقدمًا كبيرًا، حيث اعتمدت شركات مثل مرسيدس على محركات الديزل الهجينة، بينما كانت بيجو هي أول شركة تطرح سيارة هجينة تعمل بالديزل في عام 2012.
تجربة فيات في الهجين بالإيثانول في البرازيل
في خطوة مبتكرة، أعلنت فيات في البرازيل عن طرازاتها الهجينة التي تستخدم الإيثانول كوقود، وهما سلسلتا Fastback وPulse.
تستند هذه التقنية، التي تسميها ستيلانتس “الهجين الحيوي”، إلى محرك توربيني ثلاثي الأسطوانات بسعة 1.0 لتر يعمل بالبنزين والإيثانول، مصحوبًا بمحرك كهربائي صغير بقوة أربعة أحصنة.
رغم أن القوة الحصانية لمحرك الاحتراق تصل إلى 130 حصانًا، إلا أن هذه القدرة تكفي لجعل هذين الطرازين من بين الأقوى في فئتهما.
كفاءة استهلاك الوقود وعزم الدوران
توجه الطاقة في كل من طرازي Fastback وPulse إلى العجلات الأمامية عبر ناقل حركة متغير باستمرار (CVT) يحاكي سبعة تروس، مما يسهم في تحقيق توفير ملحوظ في استهلاك الوقود.
وحسب بيانات فيات، تقلل هذه الطرازات من استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 11.5% لطراز Fastback و10.7% لطراز Pulse مقارنة بالإصدار التقليدي، مما يبرز أهمية الابتكارات الهجينة في تقليل استهلاك الوقود.
أهمية الإيثانول ودور البرازيل في تعزيز الوقود الحيوي
لماذا يتم التركيز على الإيثانول؟ يعود السبب لأن البرازيل، التي تعد ثاني أكبر منتج للإيثانول على مستوى العالم، تستفيد من قصب السكر كمواد أولية لإنتاج الإيثانول، حيث قدمت فيات أول سيارة تعمل بالكامل بالإيثانول عام 1979.
يعتبر الإيثانول ركيزة أساسية في استراتيجيات الوقود المستدام في البرازيل، ومع تزايد الاعتماد على السيارات القابلة للاستخدام بوقود مرن، يقدر أن 83% من السيارات المباعة في البرازيل تدعم هذه الأنظمة.
لا تتوقف طموحات ستيلانتس عند إنتاج السيارات الهجينة المعتدلة، بل تخطط أيضًا لإنتاج مركبات هجينة بالكامل وأخرى قابلة للشحن تعمل بالإيثانول.
كذلك، تسعى شركات مثل جنرال موتورز وهوندا لتطوير سيارات هجينة تعمل بالإيثانول، مما يعكس الاتجاه المتزايد نحو السيارات المستدامة بيئيًا في البرازيل.
تشكل هذه التطورات دليلًا على التزام الشركات الكبرى بتعزيز التكنولوجيا الهجينة والاعتماد على الوقود الحيوي في البلدان التي تمتلك موارد طبيعية كبيرة تسهم في تحقيق هذه الرؤية.