لطالما كانت المومياوات المصرية القديمة مصدر حيرة لكثير من العلماء والباحثين، حيث أن عملية التحنيط تعكس فنًا دقيقًا يحتاج إلى مهارات عالية وعميقة، وفي أحدث الاكتشافات الأثرية تعرض الخبراء لـ لغزًا جديدًا محيرًا وهو كيف تم وضع مومياء محددة داخل تابوتها؟ فهذا الامر بالتأكيد يأتي حاملًا ألغازًا هندسية وتقنية تحتاج إلى التفسير.
الأشعة السينية تحل اللغز
تحير العلماء على مدار سنوات طويلة في الوصول إلى السر وراء وضع مومياء فرعونية مصرية في تابوت “تشينيت-آ”، حيث لم يجدوا إلا فتحة ذات حجم صغير على مقربة من قدم الموميا ولكنها بالتأكيد غير مناسبة لإدخال كامل الجسد منها، ووقفت مشكلة عدم العثور على فتحة تري بالعين المجردة في التابوت عائقًا أمام الباحثين الراغبين في الحصول على جزء من رفاتها، ولكن أخذ الأمر في التكشف بمجرد استخدام التصوير المقطعي الحديث والذي قدمت للباحثين صورة واضحة عن الجزء السفلي للمومياء، حيث ظهر وجود “خيط” خاص بالخياطة على طول ظهر المومياء بجانب عدد من الأربطة، وذلك تبعًا لما كشف كبير أمناء الأنثروبولوجيا “جيه بي براون”.
أسرار كشفتها عمليات المسح ذات البعد الثلاثي
بعد اللجوء إلى عمليات المسح ذات البعد الثلاثي تم التوصل إلى أنه لم يتم إحاطة الجسم ببناء كرتوني كما اعتاد المصريون القدماء، حيث أن في هذه الحالة كانت خطوة إنتاج التابوت هي الأولى يليها العمل على جعله طريًا عبر الرطوبة وذلك ليصلح سهلًا عند تشكيله حول “تشينيت-آ”، كما قام الأفراد المحنطون بوضع حشوة داخل القصبة الهوائية الخاصة بها لتظل ثابتة ولا وتتحطم عند إيقافها، ومن على التابوت حتى أسفله تم قطع شق وتثبيته على الجسد الملفوف، وبعد أن تم ربط الجزء الخلفي من التابوت وُضع لوح من الخشب عند القدم مع الاهتمام بتثبيته جيدًا لمنع التحرك أثناء عملية التشكيل.
الكتان الباهظ والتابوت المزخرف سر جمال المومياء
انتبه الباحثون إلى أن المومياء “تشينت-آه” كان مُحاطة بأكثر من طبقة مصنوعة من الكتان ذو الثمن الباهظ، ومن ثم وُضعت داخل تابوت مزين بالزخارف التي كانت من الكرتوناج، والذي يعتبر بمثابة أحد أنواع القوالب التي لُونت بألوان فاقعة مما جعلها أشبه بالورق المعجن الخاص بالدفن النخبوي، واختلفت هذه المومياء عن غيرها، حيث لم توضع أحشاؤها الداخلية داخل تابوت منفصل بجانب “أبناء حورس الأربعة” على الأغطية، حيث اتبع المحنطون طريقة مختلفة عن تحنيط تشينيت-آه، فمن خلال المسوحات اتضح أن تم صُنع عبوات لوضع الأعضاء بداخلها بالقرب من 6 تماثيل من الشمع تعود لابناء حورس، والتي تم إعادة إدخالها في تجويفات الجسم.
أبناء حورس الأربعة
- إمستي: كان له رأس إنسان برعاية الكبد.
- حابي: جاء في صورة رأس قرد يقوم بالدفاع عن رئتين.
- دواموتف: جاء برأس ابن آوى ومسؤوليته العناية بالمعدة.
- سنويف: رأسه صقر وهو يصون الأمعاء.