أعلنت بعثة أثرية من معهد الدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم الروسية عن اكتشاف مقبرة صخرية تعود إلى ما يقرب من 4 آلاف عام، في منطقة الأهرامات الأثرية بمحافظة الجيزة، على بعد نحو 300 متر من هرم الملك خوفو. هذا الاكتشاف، الذي تناقلته وسائل إعلام محلية، يعد إضافة جديدة لعلم الآثار في منطقة الأهرامات، حيث تم العثور داخل المقبرة على غرفة تحتوي على بقايا تابوت خشبي مزخرف وأوعية خزفية سليمة، إضافةً إلى عدة قطع أثرية أخرى، بحسب مصدر من المعهد.
اكتشاف نادر بجوار أهرامات مصر
وتعود المقبرة إلى عصر الدولة القديمة، وتحديداً إلى الأسرة الخامسة من عصر الفراعنة المصريين. وقد وجدت على جدران المقبرة نقوش بارزة تصور صاحب المقبرة وزوجته جالسين أمام مائدة الأضاحي، إلى جانب رسومات طولية منقوشة في الصخر، تعكس تفاصيل الحياة والطقوس الجنائزية في تلك الحقبة.
وأشار عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير إلى أن هذا الاكتشاف الصخري بجوار هرم خوفو يعد إضافة مهمة لفهم الحضارة المصرية القديمة، خاصة فيما يتعلق بعصر الدولة القديمة وعقائد المصريين القدماء. وذكر أن النقوش الموجودة في المقبرة تكشف عن جوانب دقيقة من الحياة اليومية لصاحب المقبرة وعائلته، مما يعكس العلاقة العميقة بين الطقوس الجنائزية والمعتقدات الدينية للمصريين القدماء.
وتحتل منطقة الأهرامات الأثرية مكانة بارزة في قائمة “اليونسكو” للتراث الإنساني العالمي، حيث تُعرف باسم “منف وجبانتها بالجيزة”، وتعد من أشهر المواقع الأثرية في العالم. تضم الأهرامات مقابر لحكام الأسرة الرابعة، وهم خوفو، وخفرع، ومنكاورع، إضافة إلى تمثال أبو الهول، والجبانات الشرقية والغربية التي تعد من أفضل مواقع الدولة القديمة حفظاً، وفق ما نشرته وزارة السياحة والآثار المصرية.
ويشير عبد البصير إلى أن جودة الحفاظ على التابوت المزخرف والأوعية الخزفية تعطي الباحثين فرصة فريدة لدراسة الفنون الجنائزية التي كانت سائدة منذ آلاف السنين، كما أن النقوش البارزة على جدران المقبرة تعزز فهمنا للثقافة البصرية والدينية التي ميزت تلك الحقبة. وأكد عبد البصير أن الجهود التي تبذلها البعثة الروسية تبرز أهمية التعاون الدولي في مجال علم الآثار، حيث يسهم هذا التعاون في الكشف عن المزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة.
وتحيط بالأهرامات آثار أخرى عديدة، فوفقاً لوزارة السياحة والآثار، تضم كل مجموعة هرمية مرفقات، منها أهرامات الملكات، ومصاطب مخصصة لكبار الشخصيات وأفراد العائلة الملكية، إضافةً إلى مراكب خوفو الشمسية والمعابد الجنائزية التي كانت تتم فيها طقوس الجنازة الخاصة بالملك.