شهدت الفترة الأخيرة زيادة الإقبال على استخدام النسخ المعدلة من تطبيق الواتساب، من بينها الواتساب الذهبي وواتساب بلس، في محاولة للبحث عن مزايا أخرى غير متوفرة في النسخة الرسمية، دون معرفتهم أن هذا الإجراء قد يعرضهم لمخاطر أمنية تهدد بياناتهم وخصوصيتهم.
مخاطر استخدام واتساب الذهبي
وتقدم النسخ غير الرسمية من واتساب، مثل واتساب الذهبي، مجموعة من الخصائص التي تجذب المستخدمين، مثل إمكانية تخصيص الواجهة بالكامل، وتغيير الألوان وأنماط الخطوط، بالإضافة إلى إخفاء حالة “آخر ظهور – last seen” أو “أونلاين – online”، ما يتيح للمستخدمين مشاهدة الحالات دون إعلام أصحابها، كما أنها تتيح للمستخدم تشغيل حسابين على نفس الجهاز، وهو ما يبدو أنها مميزات ولكنها تحمل العديد من المخاطر.
وفي ذات السياق، يوفر الإصدار الرسمي من واتساب العديد من المزايا التي تمنح المستخدمين الأمان وهو ليس متوفرا في النسخ المعدلة، بالإضافة إلى تحسينات في الأداء والخصوصية مثل ميزة “Chat Lock” التي تتيح قفل المحادثات بكلمة مرور، يضمن الإصدار الرسمي مستوى كبير من الأمان عن طريق آليات الحماية المدمجة,
شفرات خبيثة تهاجم مستخدمي واتساب الذهبي
وأكدت شركة كاسبرسكي للأمن السيبراني، أن استخدام النسخ المعدلة مثل واتساب الذهبي قد يعرض أجهزة أندرويد للخطر، حيث تحتوي بعض هذه النسخ على شفرات خبيثة تسمح للمهاجمين باختراق الأجهزة والتجسس على المستخدمين، كما أن هذه النسخ تتداول في بعض الأحيان عبر مجموعات غير موثوقة فيها عبر مواقع الإنترنت وكذلك تطبيق تليجرام.
ورصدت دراسة أجرتها كاسبرسكي، جرى رصد انتشار واسع لنسخ معدلة من واتساب في عدة دول، بينها مصر والسعودية واليمن وتركيا، حيث تقدر الشركة أن هذه التطبيقات تم تثبيتها أكثر من 340 ألف مرة حتى أكتوبر الماضي، ما يعكس الانتشار السريع لهذه النسخ.
حظر حسابات واتساب الرسمي
كما يؤدي استخدام النسخ المعدلة إلى حظر الحسابات بشكل دائم نهائي، حيث إن شركة واتساب تعتبر استخدام هذه النسخ انتهاكًا لشروط الخدمة الخاصة بها.
على الجانب الآخر، تقدم النسخة الرسمية من تطبيق واتساب مستويات متقدمة من الحماية، بما في ذلك ميزة “توثيق الجهاز” التي تساعد في حماية الحسابات حتى في حال تعرض الهاتف للاختراق، فإن النسخ المعدلة تفتقر إلى هذه الخصائص الأمنية.
وتقدم ميزة “توثيق الجهاز” تضيف ثلاث طبقات حماية لتعزيز أمان الحساب، بما في ذلك رمز أمان متغير ورقما عشوائيا يتغير مع كل محاولة اتصال، ما يصعب على المتسللين الوصول إلى بيانات المستخدم حتى في حال نجاحهم في اختراق الجهاز.
واتساب الذهبي لا يخضع للتحديث
ولكن النسخ المعدلة من هذه التطبيقات لا تخضع إلى التحديث أو الإشراف من شركة واتساب ما يجعلها أكثر عرضة للاختراق والهجمات السيبرانية، في حين أن النسخة الرسمية تتمتع بإجراءات فحص أمنية لحماية المستخدمين من التطبيقات المعدلة أو المقرصنة، مثل تلك التي تحتوي على برمجيات خبيثة تهدف إلى سرقة البيانات.
سرقة بيانات مستخدمي واتساب الذهبي
وفي تحذيره من النسخ المعدلة من واتساب، قال ويل كاثكارت المدير التنفيذي لتطبيق واتساب الرسمي، إن هناك مخاطر عدة لاستخدام النسخ المعدلة من التطبيق، مشيرًا إلى أن هذه النسخ تتضمن برمجيات خبيثة تستهدف سرقة بيانات المستخدمين.
وأضاف أن هذه النسخ تتجنب الكشف عنها بواسطة خدمة الحماية “جوجل بلاي بروتكت – Google Play Protect”، وهو ما يزيد من خطر تحميلها من مصادر غير رسمية، مشدد على أن واتساب تتعاون مع جوجل لتحسين قدرة نظام أندرويد على اكتشاف هذه التطبيقات وحذفها من أجهزة المستخدمين.