تحدث أستاذ الجيولوجيا في جامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي عن موضوع تسرب المياه من مخزون سد النهضة الإثيوبي إلى باطن الأرض مشيراً إلى أن هذه المياه تسربت بشكل مستمر خاصة بعد اكتمال عملية الملء الخامس للسد، ووفقاً لتصريحات شراقي التي أدلى بها لموقع “مصراوي”، فقد أشار إلى أن نسبة المياه التي تسربت من السد إلى باطن الأرض قد بلغت حتى الآن حوالي 20 مليار متر مكعب.
مفاجأة جديدة بشأن سد النهضة
وذكر شراقي أن إجمالي كمية المياه المخزنة في السد حالياً وصل إلى نحو 64 مليار متر مكعب وهو ما يمثل كمية ضخمة تم تجميعها في السد منذ بدء بناءه، وأوضح أن المياه التي تسربت من السد لم تذهب بشكل مباشر إلى مجرى النهر أو إلى المناطق المحيطة بل تسربت عبر الفوالق الأرضية التي توجد في قاع السد وهو ما يعني أنها اخترقت التربة والصخور الموجودة في باطن الأرض، وأضاف أن عملية التسرب هذه لم تكن حدثاً عارضاً أو محدوداً بل استمرت بشكل مستمر على مدار السنوات الماضية وزادت بشكل ملحوظ في فترات موسم الأمطار وهو ما ساهم في زيادة هذه الكمية من المياه المفقودة.
أشار شراقي إلى أن التسرب المستمر للمياه قد يؤدي إلى تغيير في التركيبة الجيولوجية تحت السد، فالمياه المتسربة تتسبب في تحريك الصخور الموجودة في باطن الأرض مما يؤدي إلى إمكانية حدوث اهتزازات أو اضطرابات في طبقات الأرض، وقال إن هذه الاضطرابات قد تكون السبب في حدوث بعض الزلازل في المنطقة.
كما لفت شراقي إلى أن الزلازل الأخيرة التي شهدتها منطقة الأخدود الإفريقي وهي منطقة جغرافية تمتد عبر عدد من الدول الإفريقية قد تكون ناتجة عن هذه المياه التي تسربت إلى باطن الأرض على مدار الفترة الماضية، وأوضح أن وجود هذه المياه في الفوالق الأرضية يمكن أن يساهم في تحفيز النشاط الزلزالي الأمر الذي قد يفسر بعض الهزات الأرضية التي تم رصدها مؤخراً في تلك المنطقة.
وأضاف أن هناك حاجة ملحة إلى متابعة ودراسة هذه الظاهرة بشكل علمي دقيق خاصة في ظل استمرار عملية الملء لسد النهضة بما يساعد في فهم تأثيرات هذه الظواهر على البيئة والجيولوجيا المحلية والإقليمية.