اشتهر غريغور ماكغريغور بذكائه الاستثنائي وحنكته التي جعلته واحداً من أكثر المحتالين شهرة في التاريخ، وذكر أنه في عام 1822، نفذ هذا الرجل الاسكتلندي واحدة من أضخم عمليات النصب التي أذهلت الجميع، مستغلا رغبة الأوروبيين في الهجرة إلى العالم الجديد.
أسطورة أرض بويايز
مع زيادة الهجرة إلى أمريكا المكتشفة حديثاً، ابتكر غريغور كذبة كبيرة: ادعى أنه يعيش حياة فاخرة على أرض خيالية تدعى بويايز وهي تقع على ضفاف النهر الأسود في الهندوراس، بالإضافة إلى أنه تعمق في تفاصيل خدعته، حيث رسم لوحات زاهية تصور الحياة المثالية على هذه الأرض، وجعلها تبدو وكأنها جنة خضراء أفضل بكثير من أوروبا، مع العلم أنه قام بنشر كتابا باسم مستعار يصف جمال طبيعة بويايز، من بحارها الساحرة إلى جبالها الشاهقة، واستخدم الكتاب والإعلانات الصحفية في الترويج لمشروعه الذي يريده أن يصل له.
اضافةً إلى ذلك أن غريغور لم يكتف بذلك، قام بتصميم عملات خاصة ببويايز ونشرها، مما جعل الناس يؤمنون بأن هذه الأرض المستقلة حقيقية، ويرجع الفضل إلى هذه الدعاية المضللة، وهذا ما دفع غريغور لإطلاق حملة هجرة ضخمة، حيث انطلقت في سبتمبر 1822 سفينتان تقلان 250 مهاجرا نحو “الجنة” المزعومة.
تعرف على الصدمة المريرة
عند وصول المهاجرين، كانت المفاجأة كارثية، وجدوا أنفسهم في أرض قاحلة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، في واجهوا ظروفا قاسية تسببت في وفاة ثلثهم، أنقذ الباقون فقط بفضل سفينة بريطانية عابرة، كشف خداع غريغور، لكنه هرب إلى فرنسا وواصل خدعة هناك، لم يتعلم الدرس حتى تم القبض عليه وسجنه، قبل أن ينتهي به المطاف في كاراكاس، حيث توفي عام 1845، وإليكم هذه هي قصته تبقى تذكيراً دائماً بمكر المحتالين عبر التاريخ، وعبرة لمن يرغب في فعل أي نوع من أنواع الاحتيال.
شهد