تعتبر مصر من الدول الغنية بالثروة السمكية، حيث بلغ إنتاجها نحو 2 مليون طن، واقتربت بشكل كبير من تحقيق الاكتفاء الذاتي، وقد شهدت مصر مؤخرًا ظهور بعض أنواع الجمبري الجديدة، من بينها الجمبري الفانمي، الذي تم الكشف عن صيده لأول مرة في افتتاح موسم الصيد في بحيرة قارون بعد انقطاع استمر لسنوات كثيرة، وفي هذا السياق، كشف جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية عن صيد الجمبري الفانمي لأول مرة في البحيرة، وظهرت أيضًا أسماك موسى والبلطي البلدي.
أنواع الجمبري في مصر
وبحسب تقرير صادر عن الجهاز، يعيش الجمبري بكثرة في البحر المتوسط والبحر الأحمر والبحيرات، حيث يفضل الأماكن البعيدة عن الضوء الشديد والقريبة من القاع والمناطق الصخرية ذات القاع الرملي.
وأشار التقرير إلى أن أولى محاولات تسكين الجمبري في مصر كانت في السبعينيات من القرن العشرين، ومن بينها أنواع مثل الجمبري السويسي والياباني إلى بحيرة قارون بالفيوم، مضيفًا أن الجمبري يعتبر من القشريات البحرية المهمة في المصايد المصرية، ويتواجد في مناطق واسعة على طول الساحل الشمالي، والبحيرات، والبحر الأحمر، وخليج السويس، بالإضافة إلى بحيرة قارون.
حجم الاستيراد المصري من المأكولات البحرية
ومن جهته، أوضح الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن واردات مصر من الأسماك شهدت تراجعًا في العام الماضي 2023. إذ تم استيراد سمك الماكريل المجمد بقيمة 129.835 مليون دولار، مقارنة بـ104.287 مليون دولار في العام السابق، بزيادة بلغت 24.5%. كما انخفض استيراد روبيان وقريدس “جمبري” بنسبة 26.7% ليبلغ 118.972 مليون دولار مقارنة بـ162.285 مليون دولار في العام الذي قبله، كذلك، انخفضت قيمة واردات مصر من التونة المحضرة أو المحفوظة كاملة أو مقطعة حيث بلغت 79.281 مليون دولار مقارنة بـ254.592 مليون دولار، بتراجع قدره 68.9%.
أنواع عديدة من الجمبري في مصر
ومن أبرز أنواع الجمبري في مصر: الجمبري السويسي، القزازي، الهندي الأبيض، والجمبري ذي الأرجل البيضاء “الفانمي”، ويعد الجمبري القزازي من الأنواع التي بدأت مصر في استزراعها في الثمانينيات، وقد حقق نجاحًا كبيرًا ووفرة وأرباح كثيرة لمشروعات، وفي عام 2011، تم زراعة الجمبري ذو الأرجل البيضاء “الفانمي” لأول مرة في بحيرة مريوط، وذلك بالتعاون مع مشروع المعهد القومي لعلوم البحار.
الجمبري الفراولة.. أغلى الأنواع
على الرغم من كثرة أنواع الجمبري في مصر، يبقى الجمبري الفراولة هو الأغلى، حيث يصل سعر الكيلو منه في بعض الأحيان إلى 2500 جنيه، ويعرف هذا النوع بعدة أسماء مثل جمبري المياه العميقة، وجمبري الورد في المياه العميقة، والجمبري الوردي، والجمبري الأحمر، وجمبري الورد الكرافت، نظرًا لوجوده في المياه العميقة، يصعب اصطياده بشكل مستمر في الكثير من الدول من بينها مصر وليبيا وتونس وإيطاليا واليونان وحتى إسبانيا، ويحتاج إلى سفن صيد ضخمة تحتوي على معدات خاصة للصيد في أعماق تصل إلى 1000 متر، وتسمى هذه السفن بسفن الجر التي تستخدم شباك الجر للوصول إلى الأعماق.
استزراع الجمبري في الصحراء
ومن بين الجهود المبذولة لتنمية الثروة السمكية، بدأ بعض الدول في تنفيذ عدة مشروعات للتوسع في استزراع الجمبري في الصحراء والتي تمكنت من تحقيق نجاح ملحوظ وتلبية احتياجات السوق المتزايدة للجمبري.
وضمن الجهود المبذولة لتنمية الثروة السمكية، بدأت بعض الدول في تنفيذ مشروعات لزيادة استزراع الجمبري في الصحراء، وقد حققت هذه المشروعات نجاحًا ملحوظًا في تلبية احتياجات السوق المتزايدة للجمبري، وقال الدكتور عبد العزيز نور، أستاذ الإنتاج الحيواني بجامعة الإسكندرية، إن تلك الصناعة نجاحة للغاية في دول شرق آسيا، خاصة في إندونيسيا، حيث يتم إنتاج حوالي مليون طن سنويًا من الجمبري في مساحة تقدر بحوالي 200 ألف فدان، وبالتالي فإنه يدر دخلًا يصل إلى 5 مليار دولار.