مع اقتراب تطبيق نظام الدعم النقدي الجديد في مصر بداية عام 2025، يترقب المواطنون تأثير هذا التحول الكبير على مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وخاصةً على أسعار رغيف الخبز. في هذا المقال، نستعرض كيفية تأثير الانتقال من الدعم العيني إلى النقدي على الأسر المصرية، وما يعنيه هذا التحول لمصير رغيف الخبز المدعوم.
مفهوم الدعم النقدي وكيف سيعمل في 2025؟
الدعم النقدي هو آلية تقدم من خلالها الحكومة مخصصات مالية مباشرة للأسر بدلاً من توفير السلع الأساسية مثل الخبز والسكر والزيت بشكل مدعوم. في النظام الحالي، يحصل المواطنون على السلع الضرورية بأسعار منخفضة عبر بطاقات التموين، لكن مع تطبيق الدعم النقدي، سيتم تقديم مبالغ نقدية شهرية للأسر لشراء السلع التي يحتاجونها، بناءً على عدد أفراد الأسرة ودخلهم.
تأثير التحول إلى الدعم النقدي على سعر الخبز
أحد أبرز التساؤلات التي تطرحها الأسر المصرية هو: كيف سيؤثر تطبيق الدعم النقدي على سعر الخبز؟ حاليًا، يحصل المواطن على الخبز بسعر 20 قرشًا لـ5 أرغفة، رغم أن تكلفة إنتاج الرغيف الواحد تصل إلى حوالي 1.25 جنيه. تتولى الحكومة تغطية هذا الفرق للحفاظ على سعر الخبز المدعوم، لكن مع الانتقال إلى الدعم النقدي، قد يُترك للمخابز تسعير الخبز وفق تكلفته الفعلية.
من المتوقع أن يكون سعر رغيف الخبز حوالي 1.55 جنيه بعد إضافة هامش ربح للمخابز، مما يعني أن الأسر ستواجه زيادة واضحة في تكاليف شراء الخبز، إذ ستدفع أكثر مما كانت تدفعه سابقًا للحصول على الكمية نفسها.
كم ستتكلف الأسرة لشراء الخبز بعد تطبيق الدعم النقدي؟
إذا قامت الحكومة بإضافة هامش ربح للمخابز، ستكون الأسر مطالبة بتخصيص ميزانية أعلى لشراء الخبز. على سبيل المثال، فإن أسرة مكونة من 4 أفراد قد تصل نفقاتها الشهرية على الخبز إلى حوالي 930 جنيهًا بدلاً من 120 جنيهًا في النظام الحالي. وهذا الارتفاع في التكلفة سيضع ضغطًا كبيرًا على ميزانيات الأسر، خاصةً مع ارتفاع الأسعار العامة في البلاد.
هل يعوض الدعم النقدي زيادة أسعار الخبز؟
يهدف نظام الدعم النقدي إلى منح الأسر حرية اختيار السلع التي يرغبون في شرائها عبر تخصيص مبالغ مالية بدلاً من توزيع السلع العينية، إلا أن التحول إلى الدعم النقدي قد يضع الأسر في مواجهة تحديات اقتصادية، خاصةً مع الارتفاع المتوقع لأسعار الخبز. فقد لا يكون الدعم المالي المخصص كافيًا لتعويض الفارق بين السعر المدعوم سابقًا والتكلفة الفعلية الجديدة، مما يزيد من العبء المالي على المواطنين.
كيف سيساعد الدعم النقدي في تحسين استهداف الأسر المستحقة؟
يعد الدعم النقدي أداة فعّالة لتحسين استهداف الأسر الأكثر احتياجًا، حيث تعتمد آلية توزيع المساعدات المالية على مستوى دخل الأسرة وعدد أفرادها، مما يضمن توجيه الدعم بشكل أفضل. يُنتظر أن يساهم الدعم النقدي في تقليل الهدر والتلاعب الذي قد يحدث في توزيع السلع، ويتيح حرية أكبر للمواطنين في شراء ما يناسب احتياجاتهم الأساسية. كما يسمح هذا النظام للحكومة بتحديث قاعدة بيانات المستفيدين بانتظام لضمان وصول الدعم للفئات المستحقة فقط.
تطبيق نظام الدعم النقدي في 2025
تقوم الحكومة المصرية حاليًا بتجربة نظام الدعم النقدي في مناطق محددة تمهيدًا لتطبيقه بشكل كامل على مستوى الجمهورية مع بداية الموازنة الجديدة لعام 2025. ومن المنتظر أن يشمل النظام تحديثات دورية لقاعدة بيانات المستفيدين، لضمان استمرار التوزيع الفعّال للدعم النقدي والوصول إلى الأسر الأكثر احتياجًا.
خلاصة القول
مع بدء تطبيق الدعم النقدي في مصر عام 2025، ستكون هناك تغييرات كبيرة في أسعار السلع المدعومة، وخاصةً الخبز. وبالرغم من أن النظام الجديد يوفر مرونة أكبر للأسر في اختيار احتياجاتها، إلا أن ارتفاع تكلفة الخبز سيضع أعباءً إضافية على ميزانيات الأسر. ستحتاج الحكومة لمراقبة الآثار الاقتصادية لهذا التحول وضمان تعديل قيمة الدعم النقدي بمرور الوقت لتخفيف العبء عن المواطنين ومساعدتهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية.