أكد الدكتور محمد أبوهاشم، العالم الأزهري ونائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن الكذب محرم شرعا في الإسلام، ولا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، سواء كان “كذبة بيضاء” أو “كذبة سوداء”، وأوضح أبوهاشم أن الكذب يتنافى مع الإيمان، مستشهدا بحديث عبدالله بن جراد الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الأفعال التي قد يرتكبها المؤمن، مثل الزنا والسرقة، فأجابه النبي أنه قد يحدث ذلك، لكن عندما سئل عن الكذب قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا”، وأكد: “إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون”.
الاستثناءات المباحة للكذب في الإسلام
وخلال استضافته في برنامج “مع الناس”، الذي يُعرض على قناة “الناس”، أوضح الدكتور أبوهاشم أن الإسلام يقر بعض الاستثناءات التي يجوز فيها الكذب، وتتمثل هذه الحالات في ثلاثة مواضع فقط، أولا، يجوز الكذب بين الزوجين في الأمور العاطفية فقط، وليس في الأمور العامة، ومثال ذلك، عندما يسأل الزوج زوجته إن كان يحبها، فيجيب بـ”نعم” حتى تستمر العلاقة الزوجية بشكل هادئ ومستقر.
الكذب في الإصلاح بين المتخاصمين
الموضع الثاني الذي أجازه الإسلام للكذب هو في حالة الإصلاح بين المتخاصمين. في هذه الحالة، إذا كان أحد الأطراف قد تحدث بالسوء عن الآخر، فيمكن للطرف الآخر أن يذكر الشخص المتخاصم فيه بكل خير، بهدف تقريب وجهات النظر وتحقيق الصلح بينهما، وهذه الطريقة تساعد في إعادة الود وتقليل العداوات.
الكذب في الحرب: الحفاظ على أسرار الوطن
أما الموضع الثالث الذي يجوز فيه الكذب بحسب أبوهاشم، فهو أثناء الحرب، وفي هذا السياق، يمكن أن يكون الكذب ضروريا لحماية مقدرات الوطن وأسرار الجيش، وإذا تم الكشف عن الحقائق الصادقة خلال الحرب، قد يستغلها العدو لمعرفة نقاط القوة والضعف، مما يهدد أمن البلاد، لذلك، يعتبر الحفاظ على سرية المعلومات العسكرية أمرا بالغ الأهمية.
وبذلك، أكد أبوهاشم أن الكذب في الإسلام لا يجوز إلا في حالات استثنائية تهدف إلى مصلحة عامة أو استقرار الحياة الزوجية أو الحفاظ على الأمن الوطني.