في اكتشاف أثري غير مسبوق، كشفت بعثة أثرية مشتركة بين مصر وفرنسا عن لوحات ونقوش فريدة لملوك مصريين عظماء مثل أمنحتب الثالث وتحتمس الرابع وبسماتيك الثاني وإبريس، وذلك في أعماق نهر النيل بمنطقة أسوان، وهذا الاكتشاف الاستثنائي يسلط الضوء على مدى تقدم الحضارة المصرية القديمة وعظمة إنجازاتها، ويثبت مرة أخرى تفوق المصريين القدماء في مختلف المجالات العلمية والفنية.
يفتح اكتشاف اللوحات والنقوش الفرعونية الغارقة في أعماق النيل آفاقًا جديدة للدراسات الأثرية. هذه الآثار الفريدة ستساهم في فهم أعمق للحضارة المصرية القديمة، وتوفر معلومات قيمة عن الفن المصري القديم والكتابة الهيروغليفية.
جزيرة كونوسو والاكتشاف الاثري
كشف الدكتور شاذلي عبد العظيم، مدير آثار أسوان، عن اكتشاف أثري هام في جزيرة “كونوسو” الجرانيتية الغارقة جزئيًا في مياه النيل بين معبد فيله وجزيرة بيجه، وقد تم اكتشاف هذه الجزيرة خلال عمليات إنقاذ معابد النوبة في الستينيات. وتضم الجزيرة نقوشًا أثرية فريدة تعكس تاريخًا عريقًا لمصر القديمة، حيث تحمل آثارًا لعدة فُرعون من العصر المتأخر والحديث، مما يجعلها موقعًا أثريًا بالغ الأهمية لدراسة الحضارة المصرية القديمة.
وفي شهر ديسمبر من العام الماضي قامت البعثه المصرية الفرنسية بتوثيق النقوش الاثرية المكتشفة، وتقوم وزارة السياحة والآثار حاليًا بعمل تصوير ثلاثي الأبعاد وتصوير بخاصية الفوتجرامتري لدراسة كل التفاصيل حول النقوش الصخرية بمنطقة كونوسو لمعرفه كافة أسرار الجزيرة، وقد استخدمت البعثة تقنيات حديثة خاصة بالغوص والمسح الأثري والتصوير الفوتوغرافي، والفيديو تحت المائي والتصوير المساحي الضوئي “فوتوجرامتري”، والرسم الأثري، وذلك بحسب ما كشفه الدكتور هشام الليثي، رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار.
أهمية الكشف الأثري
أكد الدكتور إسلام سليم، مدير عام الإدارة العامة للآثار الغارقة، أن هذه النقوش المكتشفة ستساعدنا على فهم أعمق لتاريخ مصر القديمة، خاصة خلال فترة الأسرة الثامنة عشر وعهدي الملكين تحتمس الرابع وأمنحتب الثالث. كما ستلقي الضوء على حقبات تاريخية لاحقة مثل عهدي الملكين بسماتيك الثاني وإبريس، وتعود تلك الآثار الموجودة تحت مياه نهر النيل، إلى عام 550 قبل الميلاد”، وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام تقنيات حديثة ومتطورة لتصوير الآثار تحت مياه نهر النيل.