أجري العلماء والباحثون العديد من التجارب لمعرفة أسباب ضعف الذاكرة والنسيان وطريقة علاجها, حيث وجدوا أن أسباب ضعف الذاكرة والنسيان يرجع نتيجة اختفاء الذاكرة (لم تعد المعلومات متوفرة). أو لا تزال المعلومات مختزنة في نظام الذاكرة, ولكن لسبب ما لا يمكن استرجاعها.
ومن المرجح أن يتم تطبيق النتيجة الأولى على النسيان في الذاكرة قصيرة المدى. بينما يتم تطبيق النتيجة الثانية على النسيان في الذاكرة طويلة المدى.
يمكن تفسير نسيان المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى (STM) باستخدام نظريات اضمحلال التتبع والإزاحة. ويمكن تفسير النسيان من الذاكرة طويلة المدى (LTM) باستخدام نظريات التداخل وفشل الاسترجاع ونقص الدمج.
كيف يحدث النسيان
وجد الباحثون بعض الآليات التي تلعب دورًا في ضعف الوصلات الشبكية بين الخلايا العصبية, أو القضاء عليها بمرور الوقت. ومع تطور وتكوين الخلايا العصبية الجديدة، فإنها تعيد تفريغ مساحة من الذاكرة، لتحل محل الذكريات القديمة.
وتُعد تلك الآليات مهمة للحفاظ على المعلومات الهامة فقط. حيث تسمح بتدفق المعلومات الجديدة باستمرار, ومحو التفاصيل القديمة التي ليس لها أي أهمية.
أسباب ضعف الذاكرة والنسيان
العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الذاكرة والنسيان, والتي يتجاهلها الكثر من الناس. وهنا يأتي دورنا للتنبيه عن أسباب ضعف الذاكرة ومنها ما يأتي:-
أسباب مرضية تؤدي إلى ضعف الذاكرة
- تناول الأدوية: هناك بعض الأدوية التي قد تسبب النسيان كأحد الأعراض الجانبية . ومنها الأدوية التي تعالج الاكتئاب, والأدوية التي تحتوي على مضادات الهيستامين. بالإضافة إلى العديد من الأدوية الأخرى.
- بعض الحالات النفسية: قد تظهر على الشخص المصاب بالاكتئاب أعراض النسيان المستمر. بالإضافة إلى الشعور المستمر بالقلق والتوتر قد يتسبب في ضعف الذاكرة والتفكير والقدرة على التركيز والانتباه.
- نقص الفيتامينات بالجسم: قد يؤدي نقص الأحماض الدهنيّة من نوع أوميغا 3 في الجسم إلى ضعف في الذاكرة مما يسبب النسيان للكثير من الناس. بالإضافة إلى نقص فيتامين “ب12” الذي يعمل على تقوية الأعصاب وسير السيالات العصبية مشكل منتظم وطبيعي.
- قصور الغدة الدرقية: قد يواجه الأشخاص المصابون بقصور الغدة الدرقية غير المشخص أو غير المعالج, مشكلات في الذاكرة وصعوبة في التركيز والانتباه، نتيجة لذلك أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية غير المعالج, يعانون من انخفاض في حجم الحُصين، وهو الجزء المسؤول عن الذاكرة والتعلم في الدماغ.
- أمراض الجهاز العصبي: قد يسبب الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي بالعديد من المشاكل في التذكر. لذلك يعد الجهاز العصبي المسؤال عن نقل المعلومات من الدماغ الى باقي أجزاء الجسم. ومن ضمن تلك الأمراض الخرف، والزهايمر.
- انخفاض سكر الدم: قد يسبب نقص السكر في الدم إلى النسيان وفقدان الذاكرة, لذلك نقص نسبة السكر في الدم يؤدي إلى نقص في الطاقة مما يؤثر على الأعصاب ونقل المعلومات من الدماغ إلى أجزاء الجسم الأخرى.
- الخضوع لعملية جراحية: قد يؤدي خضوع الشخص إلى عملة جراحية تتطلب التخدير. نتيجة لذلك قد يسبب فقدان الذاكرة المؤقت, وقد يؤثر ذلك بشكل كبير مما يؤدي إلى فقدان بعض المعلومات بشكل نهائي
أسباب روتينية تؤدي إلى ضعف الذاكرة
- قلة النوم: يمكن أن يؤدي قلة النوم إلى تقلب المزاج والقلق، ما يساهم بدوره في ضعف الذاكرة، والأشخاص المحرومون من النوم أكثر عرضة للإصابة بأمراض فقدان الذاكرة.
- تعدد المهام: قد يؤدي تعدد المهام في وقت واحد دون راحة, إلى قلة التركيز. حيث مع إرهاق العقل في تخزين المعلومات الجديدة قد يؤدي إلى تشتت انتباهك وعدم تخزين المعلومات بشكل صحيح.
- شرب الكحول: قد يتسبب الإفراط في شرب الكحول بكميات كبيرة بمجموعة من المشاكل الصحية، ومن ضمن هذه المشاكل النسيان. وهذا يعني أن لحالة النسيان يمكن أن تكون وقتية حيث تتلاشى مع تلاشي تأثير الكحول، أو أن تستمر حالة النسيان حتى بعد زوال تأثير الكحول على الجسم.
علاج ضعف الذاكرة
مع كثرة الأبحاث والتجارب لإيجاد طرق علاج فقدان وضعف الذاكرة والتي تؤدي بدورها إلى النسيان. توصل الباحثون إلى أفضل الطرق التي يجب أتباعها لعلاج النسيان وضعف الذاكرة.
أطعمة تساعد على تقوية الذاكرة وعلاج النسيان
- الأسماك الدهنية: تحتوي الأسماك الدهنية على كميات كبيرة من الأحماض الدهنية من نوع أوميغا 3 الذي يعتبر مهماً لعمل الدماغ. ولكن يفضل تناول الأسماك عن تناول المكملات الغذائية للحصول على أوميغا 3.
- زيت جوز الهند: حيث يحتوي زيت جوز الهند على أنواع عديدة من الأحماض الدهنية التي تزيد من عمل الدماغ وتحسين الذاكرة.
- البيض: يحتوي البيض على مادة الكولين, التي تساعد على تصنيع الناقل العصبي أسيتل كولين. لذا فإن وجوده في النظام الغذائي يزيد من قوة الذاكرة.
- فيتامينات ب المركبة: تساهم هذه الفيتامينات في تحسين الذاكرة لإنتاج النواقل العصبية الضرورية للجسم. وتوجد في الموز، والأفوكادو،بالإضافة إلى الفاصولياء، والفاصولياء السوداء، بجانب الحمص الأخضر، وغيرها من أنواع الحبوب الأخرى.
- الشاي الأخضر: يحتوي الشاي الأخضر على مادة الكافيين مما يساعد على التركيز والانتباه، والشاي الأخضر غني أيضا بمادة الليسيثين الذي يعتبر مصدرا جيدا للكولين الذي يعزز من وظائف الدماغ المختلفة ومن بينها الذاكرة ويعمل على تقويتها.
- الشوكولاتة الداكنة: تحتوي الشوكولاتة الداكنة على نسبة قليلة من الكافيين التي تساعد على التركيز واليقظة. فضلا عن أنها تحتوي على مادة الماغنيسيوم الذي يساعد على التخلص من التوتر والقلق أثناء العمل.
نصائح تساعدك على علاج ضعف الذاكرة
- تناول كميات كبيرة من السوائل يومياً، يساعد على حيوية الجسم، وضمان تجديد خلايا المخ، لذلك يساعد تناول الماء بمعدل لا يقل عن لترين يومياً يساعد على تحسين وظائف المخ.
- النوم بشكل مريح لساعات كافية يومياً، وبمعدل لا يقل عن الفترة التي يحتاجها جسم للإنسان البالغ، والتي تصل إلى ثماني ساعات على الأقل يوميا، بالإضافة إلى ذلك الحرص على تنظيم ساعات النوم والاستيقاظ يومياً.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري ومنتظم يوميا، يساعد على زيادة وصول الأكسجين إلى الدماغ، والتخلص من القلق والتوتر.
- تجنب إنجاز المهام المختلفة في وقت واحد، حيث تؤدي الفوضى والتشتت إلى إرهاق الدماغ.
- المحافظة على النشاط الذهني والعقلي حيث تساعد الأنشطة وألعاب العقل على تقوية الذاكرة وتجنب فقدان المعلومات بسهولة.