وداعاً للهيمنة السعودية والأمريكية على النفط، فقد بدأت دولة أفريقية فقيرة حفر بئر نفطية تستهدف اكتشافًا نفطيًا باحتياطيات تتجاوز 3 مليارات برميل، وهي دولة ناميبيا، ومن شأن هذا الاكتشاف أن يساهم في تعزيز موارد الهيدروكربونات في القارة السمراء وتُسهِم في تلبية جزء كبير من الطلب على الطاقة، بالإضافة إلى إرفاد الخزينة العامة لناميبيا بمليارات الدولارات وهو ما يعني رفع معدل الدخل الشهري للمواطن واحداث نهضة اقتصادية وتنموية تنتشل هذا البلد الفقير من الفقر المدقع إلى الغناء والثراء.
اكتشاف أكبر بحيرة نفطية في العالم
قالت منصة الطاقة المتخصصة التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، أن تحديث قاعدة بيانات حملات الحفر الجديدة، كشفت أن شركة ريكون أفريكا الكندية (ReconAfrica) بالتعاون مع الشركة الوطنية للنفط في ناميبيا “نامكور” (NAMCOR)، بدأت حفر بئر استكشافية رائدة في حوض كافانغو البري في ناميبيا ،وتفتح حملة الحفر البرية في ناميبيا الباب أمام اكتشافات نفطية محتملة بموارد إجمالية تقدر بأكثر من 3.1 مليار برميل من النفط أو 18 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي بناءً على أحدث تقرير عن الاحتياطيات المحتملة.
وأصبحت ناميبيا وجهة استثمارية مغرية لكبار المطورين الأجانب بفضل الاكتشافات النفطية الضخمة التي أعلنتها عملاقة الطاقة الفرنسية توتال إنرجي (TotalEnergies) ونظيرتها متعددة الجنسيات شل (Shell)، وتخطط لبدء الإنتاج نهاية العقد الحالي (2030) ، ومن خلال الاستغلال الكامل لمواردها الهيدروكربونية، أصبحت ناميبيا قادرة على بدء تنمية إقليمية للنفط والغاز، ودفع النمو في القطاع وجذب تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر؛ ومن ثم توفير فرص العمل، وتوليد إيرادات التصدير وإنشاء صناعات تحويلية متنوعة.
يُتوقَّع أن تحتوى البئر الاستكشافية على 163 مليون برميل من النفط أو 843 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، ما يُشكِّل نقطة تحول بالنسبة لناميبيا، بعد سلسلة الاكتشافات ذات المستوى العالمي التي قامت بها شركات شل وتوتال وغالب في الحوض البحري لـ”أورانج”.
النفط في ناميبيا
لن يؤدي الاكتشاف المرتقب إلى فتح حوض “كافانغو” غير المستكشف فحسب، بل سيجذب أيضًا موجة من الاستثمار في المنبع ويعزز سمعة ناميبيا بصفتها مركزًا رئيسًا للاستكشاف البري، وفق ما أكده نائب الرئيس الأول للاستكشاف في ريكون أفريكا، كريس سمبريتزكي، الذي أوضح إن بئر استكشاف ناينغوبو أول بئر تُختَبر في منطقة حزام دامارا، وفي حالة نجاحها؛ فإنها ستُطلق العنان لإمكانات كبيرة في مجال النفط والغاز الطبيعي ، بالإضافة إلى بئر ناينغوبو، تخطط ريكون أفريكا لحفر بئر ثانية على حزام دامارا (بروسبكت بي) مستهدفة ما يقرب من 278 مليون برميل من النفط أو 1.5 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، ومتوقّع حفره في الربع الرابع من عام 2024.