اكتشاف جنن دول العالم .. اكتشاف أكبر منجم من الألماس الوردي في العالم حجمه 865 مليون قيراط في هذه الدولة .. حدث تاريخي أول مرة يحصل

في اكتشاف يعد من أكبر الاكتشافات الجيولوجية في العصر الحديث، تم الإعلان عن اكتشاف أكبر منجم للألماس الوردي في العالم في أستراليا. هذا المنجم، الذي يقع في منطقة نائية غرب أستراليا، يعتبر حدثًا تاريخيًا في عالم التعدين والأحجار الكريمة. فبعد عقود من البحث والتنقيب، تم اكتشاف أن منجم “أرغيل” يحتوي على مخزون غير مسبوق من الألماس الوردي الذي يُعتبر من أندر وأثمن الأنواع في العالم. تبلغ كمية الألماس المكتشفة في المنجم أكثر من 865 مليون قيراط، مما يجعله أكبر منجم على وجه الأرض يحتوي على هذا النوع الثمين من الألماس. هذا الاكتشاف أضاء الأفق أمام الباحثين والمهتمين بتجارة الألماس، وفتح المجال لفرص اقتصادية وتجارية ضخمة، وهو ما يجعل هذا الاكتشاف حدثًا تاريخيًا يُسجل في كتب الجيولوجيا والتعدين.

الماس الوردي: جوهر نادر وباهظ الثمن

ما يميز الألماس الوردي عن باقي أنواع الألماس هو ندرته الشديدة وجماله الفريد، مما جعله من أغلى الأحجار الكريمة في العالم. يختلف اللون الوردي للماس عن الألوان الأخرى مثل الأبيض أو الأزرق أو الأصفر، حيث لا يتأثر بلون الشوائب مثل النيتروجين أو البورون، بل ينتج عن تشوهات دقيقة في بلوراته بسبب ضغوط ودرجات حرارة عالية خلال تكوينه تحت الأرض. هذا النوع من الألماس يُعتبر غير قابل للتكرار في الطبيعة، مما يجعله ذا قيمة استثمارية عالية. وبحسب الخبراء، يمكن أن يصل سعر قيراط الألماس الوردي إلى أكثر من مليونين دولار أمريكي، مما يجعله أحد أغلى الأحجار الكريمة على الإطلاق. ومع الاكتشاف الجديد في منجم “أرغيل”، يُتوقع أن يرتفع الطلب على الألماس الوردي بشكل غير مسبوق، مما قد يؤثر بشكل كبير على أسواق الألماس العالمية.

تاريخ منجم “أرغيل” وأهميته الجيولوجية

منجم “أرغيل” ليس مجرد منجم عادي، بل هو واحد من أبرز المواقع الجيولوجية في العالم. بدأ اكتشافه في عام 1979، ومنذ بداية عمليات التعدين في عام 1983، أصبح معروفًا كمصدر رئيسي للألماس الوردي. ورغم توقفه عن الإنتاج في عام 2020 بسبب نفاد الاحتياطي وظروف السوق، فإن تاريخ هذا المنجم يتسم بالعديد من الإنجازات العلمية والتجارية. خلال أكثر من ثلاثة عقود من الإنتاج، تم استخراج نحو 865 مليون قيراط من الألماس، بما في ذلك أنواع أخرى مثل الألماس البنفسجي والأزرق. وتكمن أهمية المنجم في موقعه الجغرافي الفريد على حافة القارة الأسترالية، وهو ما جعله يشكل بيئة جيولوجية نادرة تحتوي على صخور “لامبرويت الزبرجد”، وهي صخور بركانية تحتوي على الماس. وهذا النوع من الصخور نادر جدًا في مناطق الماس التقليدية مثل مناطق الصخور الكيمبرليتية، مما يعزز القيمة العلمية والاقتصادية لهذا المنجم.

العوامل الجيولوجية وراء تكوّن الألماس الوردي في “أرغيل”

يعود تكوّن الألماس الوردي في منجم “أرغيل” إلى عمليات جيولوجية معقدة حدثت قبل أكثر من مليار سنة. تُعتبر الصدوع التكتونية التي تشكلت نتيجة تصادم الصفائح الأرضية سببًا رئيسيًا في تشوهات بلورات الماس، مما أدى إلى ظهور اللون الوردي الفريد. هذه العمليات الجيولوجية تحت تأثير ضغوط هائلة ودرجات حرارة مرتفعة جعلت من “أرغيل” موقعًا متميزًا من حيث نوع الصخور البركانية التي تحتوي على الماس. يُعتقد أن هذه الصخور البركانية تشكلت نتيجة انصهار الصخور العميقة تحت القشرة الأرضية، وهو ما جعلها تحتوي على الماس بمواصفات خاصة، مثل اللون الوردي النادر. إضافة إلى ذلك، يُعتبر هذا المنجم شاهداً على تكوّن قارة “نونا” القديمة التي كانت جزءًا من القارة الأسترالية قبل ملايين السنين، وهو ما يضيف قيمة جيولوجية تاريخية لهذا الاكتشاف الفريد.