في حادثة غير متوقعة شهدتها جزر الباهاما، ابتلعت سمكة قرش نمر تُدعى “جيتيربج” هاتف “آيفون” عن طريق الخطأ، مما أدى إلى مشهد مذهل جرى توثيقه بواسطة كاميرا الهاتف نفسه الحادثة أثارت انتباه العلماء والجمهور على حد سواء، حيث أسفرت عن لقطات نادرة داخل فم سمكة القرش، وجاءت لتكشف عن آلية حياة هذا الكائن البحري عن قرب.
حادثة “جيتيربج” وتوثيقها عبر كاميرا الهاتف
الحادثة بدأت عندما قامت “جيتيربج”، سمكة القرش النمر التي تسبح في المياه المحيطة بجزر الباهاما، بابتلاع هاتف “آيفون” عن طريق الخطأ أثناء عملية افتراسها و ما جعل هذه الواقعة فريدة هو أن الهاتف كان داخل علبة مقاومة للماء، مما سمح له بالاستمرار في العمل رغم الظروف غير العادية.
خلال الحادثة، تم توثيق الفيديو بواسطة الكاميرا الخاصة بالهاتف الذي ابتلعته السمكة و يمكن رؤية الهاتف بوضوح وهو يمر عبر الجهاز الهضمي لسمكة القرش بينما تبرز خياشيمها من فمها، مما أتاح مشهدًا غير مسبوق لدراسة سلوك سمكة القرش عن كثب على الرغم من مروره عبر الجهاز الهضمي للسمكة، استمر الهاتف في العمل بصورة طبيعية، واحتفظ بجميع خصائصه، مما دفع العلماء للتعجب من قوة العلبة المقاومة للماء ومدى قوتها في الحماية.
استكشاف الآليات الحيوية لأسماك القرش
خلال توثيق الحادث، تم الكشف عن بعض المعلومات المثيرة حول آليات التنفس والتهوية التي تعتمد عليها أسماك القرش و وفقًا لعالم البحار كين كيفر، الذي ساهم في تفسير الحادث، أشار إلى أن “جيتيربج” بدأت في مضغ الهاتف، لكنها بصقته بعد فترة قصيرة عندما أدركت أنه ليس فريسة قابلة للاستهلاك.
يُظهر الفيديو أيضًا آلية التنفس الخاصة بالقرش المعروفة باسم “ضخ الخد”. وهي آلية حيوية يستخدمها القرش لتحريك الماء عبر خياشيمه عندما يكون في حالة سكون. هذه الآلية ضرورية للأسماك التي تحتاج إلى تمرير الماء عبر خياشيمها لتمكينها من التنفس واستخراج الأوكسجين من الماء.
تقنية “تهوية الكبش” في سمك القرش
إضافة إلى ذلك، أضاف العلماء معلومات مهمة عن سلوك التنفس لدى أسماك قرش النمر مثل “جيتيربج” فقد أوضحوا أن هذه الأسماك تستخدم تقنية تُسمى “تهوية الكبش”، حيث تفتح فمها وخياشيمها أثناء السباحة بسرعة لتمرير الماء عبر الخياشيم وهذه التقنية تساعد أسماك القرش على التنفس بشكل مستمر، خصوصًا في حالة السباحة السريعة، وهو أمر بالغ الأهمية للبقاء على قيد الحياة في بيئات البحر العميق.
الهاتف ينجو من حادثة القرش
رغم ما تعرض له الهاتف من ظروف غير طبيعية، إلا أن علبته المقاومة للماء لعبت دورًا كبيرًا في حمايته. حيث استمر الهاتف في العمل بشكل طبيعي، ونجح في التقاط صور واضحة داخل فم سمكة القرش، بما في ذلك التفاصيل الدقيقة لأسنانها المسننة.
وفيما بعد، قامت “جيتيربج” بالتخلص من الهاتف، حيث بصقته بعدما أدركت أنه ليس فريسة صالحة. الأمر الذي يعكس قدرة أسماك القرش على تمييز الطعام غير المناسب لهم، والتوقف عن الهجوم عليه بمجرد اكتشافه.