توصلت دراسة حديثة أجراها علماء من الولايات المتحدة والهند إلى اكتشاف علمي جديد قد يحدث ثورة في الوقاية من مرض الزهايمر فقد أظهرت الأبحاث أن مركب الفينشول الطبيعي الموجود في أوراق الريحان قد يساهم بشكل فعال في حماية الدماغ من هذا المرض التنكسي.
وأثبت العلماء أن الفينشول، المركب المسؤول عن الرائحة العطرية المميزة للريحان، يمتلك قدرة على تقليل السمية العصبية في الدماغ وأوضح الباحثون أن التأثير الطبي لهذا المركب يعود إلى آليات معقدة تؤثر على ميكروبيوم الأمعاء، وهو النظام البكتيري الموجود في الأمعاء والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بصحة الدماغ والتدهور المعرفي.
في إطار الدراسة، قام العلماء بتحليل أكثر من 144 ألف مركب طبيعي، ليكتشفوا أن الفينشول هو الأكثر قدرة على تحفيز مستقبلات معينة في الدماغ، مما يساعد في منع تراكم مركبات بيتا أميلويد السامة، التي تعد من العوامل الرئيسية المسببة لمرض الزهايمر.
الريحان: عشب متعدد الفوائد
إلى جانب دوره المحتمل في الوقاية من الزهايمر، يعد الريحان من الأعشاب ذات الفوائد الصحية المتعددة. فهو غني بمضادات الأكسدة التي تساهم في تعزيز قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات والأمراض المزمنة كما يُستخدم الريحان في الطب التقليدي لعلاج العديد من الحالات الصحية مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، القلق، والالتهابات الجلدية ويعتبر إضافة غذائية قيمة يمكن دمجها في النظام الغذائي اليومي، سواء من خلال إضافته إلى الأطعمة أو تحضير مشروبات طبيعية باستخدام أوراقه.
التوجهات المستقبلية في علاج أمراض الدماغ
يأتي هذا الاكتشاف في وقت يشهد فيه العالم جهودًا علمية متزايدة لفهم العلاقة بين صحة الأمعاء والدماغ، خصوصًا في سياق الأمراض التنكسية العصبية مثل الزهايمر في هذا الإطار، كان العلماء في المملكة المتحدة قد طوروا اختبارًا مبتكرًا للكشف المبكر عن مرض الزهايمر باستخدام جهاز يسمى “Fastball”، الذي يتيح قياس النشاط العصبي في الدماغ بدقة.
تشير هذه النتائج إلى أن تحسين صحة الأمعاء من خلال مركبات طبيعية مثل الفينشول قد يمثل خطوة هامة نحو علاج الأمراض الدماغية التنكسية، وهو ما قد يفتح أبوابًا جديدة في طرق الوقاية والعلاج المستقبلية.