في خطوة مفاجئة وصفت بأنها “تاريخية” أعلنت دولة عربية عن اكتشاف أكبر حقل غاز طبيعي في العالم باحتياطيات تقدر بـ 122 تريليون قدم مكعبة وهو اكتشاف من شأنه تغيير خريطة الطاقة العالمية وإعادة رسم موازين القوى الاقتصادية ويأتي هذا الحدث في وقت تتزايد فيه المنافسة العالمية على موارد الطاقة النظيفة ويؤكد على المكانة الاستراتيجية للدولة المكتشفة كمحور رئيسي في سوق الغاز العالمي وكيف حدث هذا الاكتشاف؟ وما تأثيراته على الاقتصاد الإقليمي والعالمي؟ وكيف يمكن أن يُزعزع استقرار المنافسين التقليديين في الخليج؟ إليكم التفاصيل.
تفاصيل اكتشاف أكبر حقل غاز فى العالم
الإعلان عن حقل الغاز الجديد يمثل نقطة تحول ضخمة في قطاع الطاقة والاحتياطي المكتشف يعادل عدة أضعاف أكبر الحقول الموجودة حاليًا في العالم مثل حقل “ظهر” المصري وحقل “ليفياثان” الإسرائيلي وموقع الحقل في البحر المتوسط يعزز من سهولة وصوله إلى الأسواق الأوروبية وهو ما يفتح آفاقًا غير محدودة لتصدير الغاز الطبيعي إلى أسواق تعاني من شح الإمدادات وارتفاع الأسعار خاصة بعد تقليل الاعتماد على الغاز الروسي ، والحقل يُعتبر بمثابة “كنز طاقة” للدولة المكتشفة حيث يمكنه تأمين الطلب المحلي لعقود قادمة بالإضافة إلى تصدير الفائض مما يجعل الدولة لاعبًا استراتيجيًا في سوق الطاقة العالمي.
صدمة دولية نتيجة إكتشاف حقل الغاز
جاء هذا الاكتشاف بمثابة صدمة كبرى للولايات المتحدة التي لطالما هيمنت شركاتها على مشاريع الطاقة الكبرى خاصة في المنطقة العربية ومع الإعلان عن هذا الحقل أصبحت الدولة المكتشفة تمتلك ورقة ضغط قوية قد تُستخدم في المفاوضات السياسية والتجارية مع القوى الكبرى ، وعلى الجانب الأوروبي يأتي الاكتشاف بمثابة طوق نجاة للدول التي تبحث عن مصادر طاقة بديلة لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي من المتوقع أن تسارع أوروبا إلى عقد شراكات طويلة الأمد مع الدولة المكتشفة مما سيعزز من مكانتها كأحد الموردين الرئيسيين للغاز إلى القارة.
المنافسة تشتعل مع دول الخليج
تمثل دول الخليج العربية أكبر منتجي ومصدري الطاقة في العالم ولكن هذا الاكتشاف يضع الدولة المكتشفة في منافسة مباشرة معها خاصةً في قطاع الغاز الطبيعي المسال ومع وجود احتياطات ضخمة وارتفاع الطلب على الغاز وقد تسيطر الدولة على جزء كبير من السوق العالمي مما يقلص الحصة السوقية لدول الخليج والأمر الأكثر إثارة هو احتمال نشوء تحالفات جديدة بين الدولة المكتشفة ودول أخرى خارج إطار مجلس التعاون الخليجي، ما قد يخلق تغييرات كبيرة في موازين القوى الإقليمية.
الأثر الاقتصادي نتيجة اكتشاف حقل الغاز
الاكتشاف الضخم من شأنه إحداث قفزة اقتصادية هائلة والإيرادات المتوقعة من تصدير الغاز قد تُحدث طفرة في التنمية المحلية حيث يُمكن استخدامها لتطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية ودعم الصناعات المحلية ، كما أن هذا الاكتشاف سيجذب استثمارات عالمية ضخمة من الشركات الكبرى مثل “إيني” الإيطالية و”بي بي” البريطانية وغيرها مما سيخلق فرص عمل جديدة ويعزز النمو الاقتصادي.