مفاجأة .. اكتشاف مذهل لـ أكبر كنز أثري في التاريخ مدفون في صحراء هذه الدولة العربية الفقيرة به كنوز لا حصر لها .. أزعجت السعودية والإمارات

موقع “الخزنة” في مدينة البتراء الأردنية. مدينة البتراء، التي تعد واحدة من عجائب العالم السبع، مشهورة بمنحوتاتها المعمارية المدهشة في الصخور الوردية. لكن الاكتشاف الأخير يفتح أمامنا نافذة جديدة لفهم حياة الأنباط، تلك الحضارة القديمة التي ازدهرت في المنطقة قبل أكثر من 2000 عام. وفقًا للبعثة الأثرية التي قادها بيرس بول كريسمان، المدير التنفيذي للمركز الأمريكي للأبحاث، تم الكشف عن قبر يعود إلى عصر الأنباط ويحتوي على 12 هيكلاً عظمياً بشرياً إلى جانب مجموعة من القطع الأثرية الرائعة التي تشمل البرونز، الحديد، والسيراميك.

أهمية الاكتشاف: كنز مدفون يغير فهمنا للتاريخ

أثارت هذه الاكتشافات اهتماماً دولياً كبيراً، حيث تزامن هذا الاكتشاف مع تطبيق تقنية رادار الاختراق الأرضي للكشف عن الأجسام المدفونة. هذه التقنية، التي تستخدم نبضات رادارية لاستشعار المواد المدفونة تحت الأرض، قد مكنت العلماء من تحديد موقع المقابر القديمة تحت “الخزنة” بدقة متناهية. وكانت هناك تخمينات سابقة حول وجود غرف دفن إضافية تحت الموقع، لكن لم يتم تأكيد هذه النظرية حتى أظهرت نتائج الرادار تطابقًا مذهلاً بين الجانب الأيسر من النصب التذكاري والجانب الأيمن. هذا الاكتشاف يؤكد أن البتراء كانت مركزًا حضريًا ذا تخطيط معقد لم يكن مجرد موقع تجاري بل كان يحتوي على معالم دينية وجنائزية هامة.

الكنوز والمقابر: ماذا يكشف لنا هذا الاكتشاف عن حياة الأنباط؟

على الرغم من أن العديد من المقابر في البتراء كانت فارغة أو تحتوي على تحف مشوهة أو مفقودة، فإن المقبرة التي تم اكتشافها مؤخرًا كانت مليئة بالهياكل العظمية التي كانت في حالة جيدة إلى حد كبير. هذا يشير إلى دفن مدروس وأسلوب حياة راقٍ كان يتبعه الأنباط، الذين كانوا يتمتعون بثقافة متقدمة في مجالات الزراعة والتجارة. إضافة إلى ذلك، كانت هذه المقبرة تحتوي على مجموعة من القطع الجنائزية مثل الأدوات البرونزية والحديدية، وهو ما يعكس إيمان الأنباط بالحياة بعد الموت واهتمامهم بتأمين رحلة آمنة للموتى إلى العالم الآخر. تكشف هذه القطع عن مهارات الأنباط العالية في الصناعة والفنون، مما يضيف بعدًا آخر لفهمنا لحضارتهم.

ردود الفعل العالمية: تأثير الاكتشاف على الأردن والشرق الأوسط

لا شك أن اكتشاف هذا الكنز الأثري في البتراء له تأثير عميق ليس فقط على الأردنيين ولكن أيضًا على جميع الباحثين في مجال الآثار. فقد أضاف هذا الاكتشاف بعدًا جديدًا لفهم الحضارة النبطية وأثرها في المنطقة. مع تزايد الاهتمام العالمي، من المتوقع أن يسهم هذا الاكتشاف في تعزيز السياحة الثقافية إلى الأردن وزيادة اهتمام العلماء والمستكشفين من مختلف أنحاء العالم. كما أثار الاكتشاف قلق بعض الدول في المنطقة مثل السعودية والإمارات، حيث بدأ الحديث عن احتمالية أن تكون هذه الكنوز مصدرًا غنيًا للموارد الاقتصادية والمعرفية قد يغير موازين القوى في المنطقة. هذه الأهمية الاستراتيجية تدفع الحكومة الأردنية إلى التفكير في كيفية الحفاظ على هذه الاكتشافات وحمايتها من الاستغلال المفرط.