كشفت مصادر مطلعة في تصريحات صحفية عن مستجدات هامة في القضية التي شغلت الرأي العام في الآونة الأخيرة، حيث تم التأكيد على استمرار إدراج الداعية الإخواني الهارب وجدي غنيم على قوائم الإرهـ ـاب رغم استبعاده من قضية “تمويل الإخوان”. ويأتي هذا القرار في ظل التطورات القضائية الأخيرة التي تشهدها القضية، مع إلغاء إدراج العديد من الأسماء على قوائم الإرهـ ـاب.
خلفية القضية: “تمويل الإخوان”
قضية “تمويل الإخوان” تعود إلى عام 2014، عندما بدأت التحقيقات القضائية في شبكات تمويل جماعة الإخوان المسلمين في مصر. وقد أسفرت هذه التحقيقات عن إدراج العديد من الأفراد والكيانات على قوائم الإرهـ ـاب، مع اتهامهم بتقديم دعم مالي للجماعة المصنفة كمنظمة إرهـ ـابية. في قرار مفاجئ، أصدرت محكمة النقض مؤخرًا قرارًا بإلغاء إدراج جميع المتهمين في القضية على قوائم الإرهـ ـاب، بعد تحريات جديدة أثبتت توقف نشاطهم الإرهـ ـابي.
استبعاد 716 شخصًا من القائمة
في ضوء هذا القرار، تم استبعاد 716 شخصًا من قائمة الإرهـ ـاب، وذلك بعد مراجعة شاملة لحالة هؤلاء الأشخاص. وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قررت رفع أسمائهم من القوائم، استنادًا إلى تقارير أمنية وتحقيقات جديدة أكدت توقف نشاطهم الإرهـ ـابي. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن هذا الاستبعاد لا يعني بالضرورة رفع جميع الأسماء المدرجة في القضية، حيث لا يزال العديد من الأفراد قيد التحقيق أو مدرجين في قضايا أخرى.
وجدي غنيم واستمرار إدراجه في قضايا أخرى
رغم استبعاده من قضية “تمويل الإخوان”، إلا أن وجدي غنيم لا يزال مدرجًا على قوائم الإرهـ ـاب في قضايا أخرى. في يوليو 2023، أصدرت محكمة جنايات القاهرة قرارًا بإدراج غنيم على قوائم الإرهـ ـاب ضمن 111 متهمًا في قضية “طلائع حسم 2″، وذلك بناءً على طلب النيابة العامة. القرار يمتد لمدة خمس سنوات حتى يوليو 2028، مما يعني استمرار إدراجه في القوائم كجزء من محاكمة تتعلق بأنشطة إرهـ ـابية أخرى.
الاستبعاد لا يعني التبرئة
من الجدير بالذكر أن الاستبعاد من قائمة “تمويل الإخوان” لا يعني تبرئة الأفراد من جميع القضايا الأخرى. فقد يستمر بعض الأفراد في مواجهة اتهامات في قضايا مختلفة، وهذا يشمل حالة وجدي غنيم، الذي يظل تحت التحقيق في قضايا أخرى تتعلق بالإرهـ ـاب.
قائمة المستبعدين: بين الأحياء والأموات
شمل قرار محكمة جنايات القاهرة بإلغاء الإدراج على قوائم الإرهـ ـاب عددًا من الأسماء البارزة، من بينهم قيادات هاربة، وآخرون من المتوفين. ومن بين هؤلاء، يوسف ندا، يحيى حامد، وأمير بسام. كما شمل القرار عددًا من الشخصيات المتوفاة، مثل يوسف القرضاوي، السيد نزيلي، وآخرين من قيادات جماعة الإخوان.
تحريات النيابة العامة والمراجعة المستمرة للقوائم
من جانبها، أكدت النيابة العامة أن قرار الاستبعاد جاء بعد تحريات شاملة أجرتها الجهات الأمنية، والتي أكدت توقف الأنشطة الإرهـ ـابية للأشخاص المستبعدين. وأضافت النيابة أن العمل جارٍ على مراجعة القوائم الحالية للأفراد المدرجين عليها للتأكد من أنهم يشكلون تهديدًا حقيقيًا للأمن القومي.
خلاصة القول
يستمر ملف “تمويل الإخوان” في تصدر الاهتمام الإعلامي، وسط تحركات قضائية مستمرة لمراجعة قوائم الإرهـ ـاب. ورغم الاستبعاد الذي شمل 716 شخصًا، فإن وجدي غنيم يبقى مدرجًا على قوائم الإرهـ ـاب بسبب قضايا أخرى مرتبطة بأنشطته. تواصل الجهات القضائية والأمنية مراجعة تلك القوائم لتضمن استمرار العدالة وحماية الأمن القومي، في وقت تسعى فيه مصر إلى فتح صفحة جديدة مع الذين توقفوا عن الأنشطة الإرهـ ـابية.