أعلنت الشركة العامة للبترول مؤخرا عن زيادة احتياطيات البلاد بـ 35 مليون برميل من النفط المكافئ، وهو إنجاز يبرز قدرة الشركات الوطنية على الاستفادة من التقنيات المتطورة في مجالات الاستكشاف والإنتاج، يمثل هذا التطور خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من النفط الخام وتعزيز احتياطيات البلاد لمواجهة التقلبات العالمية في أسواق الطاقة.
الشركة العامة للبترول ونجاحات استكشاف جديدة
تعد الشركة العامة للبترول أحد أبرز الشركات العاملة في مجال استكشاف وإنتاج النفط في مصر وقد تمكنت من تحقيق هذا النجاح بفضل استراتيجياتها الحديثة في استخدام التقنيات المتقدمة في عمليات الحفر والتطوير، خلال العام المالي 2023-2024، حفرت الشركة نحو 96 بئرًا في مواقع متعددة داخل البلاد مما أسهم في الوصول إلى هذه الإضافة المهمة في الاحتياطيات.
الإنجاز لم يقتصر فقط على إضافة كميات كبيرة من النفط إلى الاحتياطيات بل شمل أيضًا زيادة إنتاج الشركة من الحقول المتقادمة وذلك باستخدام التقنيات الحديثة لمواجهة التحديات المتعلقة بانخفاض ضغط الخزانات وهو ما أثبت كفاءة عالية في استعادة الإنتاج من الآبار التي كانت في السابق متوقفة.
التكنولوجيا الحديثة وقوة الإنتاج
من بين العوامل التي ساهمت بشكل رئيسي في هذا النجاح هو اعتماد الشركة على أحدث التقنيات في مجال الاستكشاف والإنتاج بما في ذلك تقنيات الحفر المتقدم والتكسير الهيدروليكي مما أتاح للشركة القدرة على استخراج النفط من الحقول المتقادمة والمناطق التي تعاني من معدلات نضوب مرتفعة، كما أن هذه التقنيات ساعدت في تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل التكاليف وهو ما ساهم بدوره في تعزيز الاقتصاد المحلي وزيادة الإيرادات من قطاع النفط.
وفي هذا السياق أشاد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية بجهود الشركة العامة للبترول ونجاحها في تجاوز التحديات التقنية والاقتصادية، وأكد بدوي أن استثمارات الوزارة في تطوير الشركات الوطنية تعد من الركائز الأساسية التي تساعد على تعزيز القدرة الإنتاجية وزيادة الاحتياطيات بما يسهم في تأمين إمدادات النفط المحلية والتقليل من الاعتماد على الاستيراد.
التعاون مع شركات عالمية ومشاركة المعرفة
علاوة على ذلك تعكف الشركة العامة للبترول على تعزيز شراكاتها مع الشركات العالمية في مجال الاستكشاف والإنتاج حيث تعمل بالتعاون مع العديد من الشركات العالمية لتبادل الخبرات التقنية وتطبيق الحلول المبتكرة، هذا التعاون يساهم في تعزيز قدرة الشركة على تحقيق الاكتشافات الجديدة وتوسيع نطاق الإنتاج من الحقول المختلفة.
تعتبر الشراكات مع الشركات الدولية خطوة مهمة نحو تطوير الموارد الطبيعية المصرية خاصة في ظل التحديات العالمية المتعلقة بتغيرات المناخ وتحولات أسواق الطاقة، ويعكس هذا التعاون جهود مصر لتكون لاعبًا رئيسيًا في قطاع الطاقة على مستوى الشرق الأوسط.
التحديات المستقبلية واستمرار النمو
رغم النجاح الكبير الذي تحقق في هذا العام إلا أن هناك تحديات كبيرة تتعلق بإيجاد حلول مستدامة لزيادة الإنتاج في المستقبل، يتطلب ذلك مزيدًا من الاستثمار في البحث والتطوير واستخدام تقنيات متقدمة لمواكبة تطورات السوق العالمية حيث أن العديد من الحقول النفطية قد تبدأ في التراجع بسبب النضوب الطبيعي للموارد، ومن هنا يأتي دور الشركات الوطنية مثل الشركة العامة للبترول في الدفع بتوسيع نطاق الاستكشاف وزيادة كفاءة الإنتاج لضمان الاستدامة طويلة الأجل.
أحد الأهداف الأساسية التي تسعى الشركة العامة للبترول لتحقيقها هو تحقيق توازن بين زيادة الإنتاج وحماية البيئة، فقد أولت الشركة اهتمامًا كبيرًا لمشروعات تحسين كفاءة استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات ما يعكس التزامها بمسؤولياتها البيئية والاجتماعية.
دور الشركة في الاقتصاد الوطني والمجتمعات المحلية
تعتبر الشركة العامة للبترول عنصرًا رئيسيًا في دعم الاقتصاد المصري ليس فقط من خلال زيادة الإنتاج وتعزيز الاحتياطيات، ولكن أيضًا من خلال دورها الاجتماعي في تحسين الظروف المعيشية في المناطق التي تعمل فيها، حيث تقدم الشركة خدمات صحية وتعليمية للمجتمعات المحلية وتساهم في تحسين البنية التحتية.
وفي هذا الصدد يلتزم العاملون في الشركة ببرنامج المسؤولية المجتمعية وهو ما يساهم في خلق بيئة عمل مستدامة وصحية تدعم النمو الاجتماعي والاقتصادي.