تمثل مدينة كابادوكيا المدفونة تحت الأرض إحدى أعظم الاكتشافات الأثرية في التاريخ الحديث، حيث تسلط الضوء على عبقرية الإنسان القديم وقدرته على التكيف مع الظروف البيئية، تقع هذه المدينة الأثرية في منطقة كابادوكيا بتركيا، وهي منطقة معروفة عالميا بتشكيلاتها الصخرية الفريدة ومواقعها الأثرية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
اكتشاف المدينة تحت الأرض
خلال أعمال إنشاء مشروع سكني جديد في منطقة نوشهر بكابادوكيا، تم العثور على شبكة معقدة من الأنفاق والسراديب التي تمتد لمسافة 7 كيلومترات تحت سطح الأرض، دفعت هذه الاكتشافات السلطات التركية إلى إيقاف جميع أعمال البناء والبدء في التنقيب لاستكشاف الموقع.
تشير التقديرات الأولية إلى أن هذه المدينة كانت تستوعب أكثر من 50,000 ساكن، مما يجعلها واحدة من أكبر المدن المدفونة التي تم اكتشافها على الإطلاق.
تصميم المدينة: عبقرية تحت الأرض
- تحتوي المدينة على شبكة من الممرات والسراديب المتصلة بشكل هندسي يعكس مستوى متقدمًا من التخطيط.
- يوجد فيها مبانٍ سكنية، غرف تخزين، كنائس، آبار مياه، وحتى مناطق مخصصة لتربية الحيوانات.
- تم تصميم أنظمة التهوية والإضاءة بطريقة تضمن بقاء السكان على قيد الحياة لفترات طويلة تحت الأرض.
الحياة في المدينة
تشير الأدلة إلى أن سكان المدينة كانوا يعتمدون على أسلوب حياة بسيط ومستدام:
1. الغذاء:
استخدم السكان طرقًا بدائية لجمع الطعام، مثل الزراعة وتربية الحيوانات.
كانت غرف التخزين تحفظ المؤن لفترات طويلة.
2. الماء:
شبكة الآبار والأنفاق توفر مصادر مياه نظيفة
3. الأمان:
استخدمت المدينة كملاذ آمن خلال فترات الحروب والغزوات، إذ صُممت مداخلها بحيث يسهل إغلاقها وحمايتها من الغزاة
الأهمية التاريخية والثقافية
- يعود تاريخ المدينة إلى العصر البيزنطي، وكانت تُستخدم كملجأ للسكان المحليين من الغزوات والحروب.
- أدرجت منطقة كابادوكيا، التي تحتضن هذه المدينة، ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي، مما يعكس قيمتها التاريخية الفريدة.