الدعم النقدي .. في خطوة هامة ومفصلية، كشف الدكتور عمرو مدكور، مستشار وزير التموين لنظم المعلومات والتحول الرقمي، عن تفاصيل جديدة تخص التحول من الدعم العيني إلى الدعم النقدي في مصر. القرار الذي تسعى وزارة التموين لتطبيقه في الفترة المقبلة يهدف إلى ضمان وصول الدعم إلى مستحقيه بشكل أكثر فعالية، وتقليل الفاقد من السلع التموينية. فما هي تفاصيل هذا التغيير الكبير؟ وما تأثيره على بقالي التموين؟
التحول إلى الدعم النقدي: تفاصيل القرار
في تصريحات صحفية، أكد الدكتور عمرو مدكور أن هناك مناقشات جادة تجرى في إطار الحوار الوطني بمشاركة خبراء الاقتصاد والمفكرين والشخصيات العامة لدعم نظام الدعم النقدي. وقال مدكور إن الهدف الرئيسي من هذا التحول هو توجيه الدعم بشكل مباشر للمواطنين الذين هم في حاجة إليه، بدلاً من دعم السلع بشكل عيني، كما هو الحال في النظام الحالي.
الأنواع المطروحة من الدعم
وأشار مدكور إلى أن هناك ثلاثة أنواع من الدعم النقدي المطروحة على الطاولة، وهي:
- الدعم العيني: وهو الدعم الذي يتم من خلاله توفير السلع الأساسية مثل الخبز والسكر والزيت للمواطنين بسعر أقل من سعر السوق. حاليًا، يتم دعم هذه السلع بشكل مباشر، حيث يتم بيع الخبز للمواطن بسعر أقل بكثير من تكلفته الفعلية.
- الدعم النقدي المباشر: في هذا النظام، يتم منح المواطن مبلغًا ماليًا مقابل إلغاء الدعم العيني. على غرار نظام “تكافل وكرامة”، يحصل المواطن على 175 جنيهًا شهريًا، ويمكنه استخدام هذا المبلغ كدعم مالي في احتياجاته اليومية.
- الدعم النقدي المشروط: هذا النوع يتضمن تخصيص مبلغ مالي لكل فرد في البطاقة التموينية، على أن يتم تتبع استهلاك السلع التموينية والخبز بنفس قيمتها في السوق. لا يحق للمواطن سحب المبلغ المالي، حيث يتم استخدامه فقط لشراء السلع.
ماذا سيحدث لبقالي التموين؟
أوضح مستشار وزير التموين أن بقالي التموين سيظلون في الخدمة في حال تطبيق الدعم العيني أو الدعم النقدي المشروط، حيث سيتم التعامل مع السلع التموينية من خلالهم. ولكن في حالة تطبيق الدعم النقدي غير المشروط، سيتم إلغاء دور بقالي التموين، حيث سيحصل المواطن على الدعم نقدًا ويقوم هو بدوره بشراء السلع من الأسواق. في هذه الحالة، ستختفي المخابز البلدية أيضًا، حيث سيتم استبدالها بالنظام النقدي.
تأثير التحول إلى الدعم النقدي على المواطنين
من خلال تطبيق الدعم النقدي، سيكون للمواطنين القدرة على تحديد أولوياتهم في الإنفاق، حيث سيتاح لهم اختيار السلع التي يحتاجونها. هذا التغيير يعني أن الدعم سيصبح أكثر مرونة، ويعكس احتياجات كل أسرة بشكل أكثر دقة.
على الرغم من التحديات التي قد يواجهها النظام الجديد في البداية، مثل كيفية التعامل مع المواطنين غير القادرين على استخدام التكنولوجيا الحديثة، إلا أن الوزارة تؤكد أنها ستتخذ كافة التدابير لتسهيل عملية التحول. سيتم تقديم دعم إضافي للأسر التي قد تواجه صعوبة في التعامل مع النظام الجديد.
خلاصة القول
في ضوء التصريحات الأخيرة من الدكتور عمرو مدكور، يبدو أن الدعم النقدي سيحدث تحولًا جذريًا في طريقة وصول الدعم للمواطنين. بقالي التموين سيكونون في مواجهة تحديات جديدة إذا تم تطبيق الدعم النقدي غير المشروط، وهو ما قد يغير تمامًا من طريقة توزيع السلع التموينية. ومع ذلك، يسعى النظام الجديد إلى ضمان وصول الدعم بشكل أكثر دقة وفعالية للمستحقين.
هل أنتم مستعدون لهذا التغيير؟ وهل سيسهم الدعم النقدي في تحسين حياة المواطنين؟ الوقت سيكشف عن الإجابة.