شهد سد النهضة الإثيوبي خلال الفترة الماضية العديد من التطورات الهامة التي أثارت اهتمام العديد من المتابعين والخبراء، خاصة بعد إعلان الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن أحدث مستجدات السد، مشيرًا إلى أن السد الآن “شغال بعين واحدة”، في إشارة إلى استمرار توقف التوربينات.
تخزين المياه في سد النهضة
كشف شراقي عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن التخزين الخامس في سد النهضة قد انتهى في 5 سبتمبر الماضي، حيث وصل منسوب المياه إلى 638 مترًا، ليصل إجمالي التخزين إلى 60 مليار متر مكعب. ومع هذه الكمية، يتبقى فقط مترين للوصول إلى مستوى الممر الأوسط، الذي يتم بناء كوبرى عليه لربط جانبي السد. ومنذ انتهاء عمليات التخزين، بقيت بحيرة السد ثابتة في المستوى والمخزون، مع فتح بوابات المفيض العلوية للتحكم في تدفق المياه.
بوابات مفيض سد النهضة
منذ أن تم الانتهاء من التخزين الخامس، بدأ سد النهضة في استخدام بوابات المفيض العلوية للتصريف، حيث بدأ الأمر بفتح 3 بوابات، ثم تم تقليصها إلى 2 في الفترة الأخيرة، ليتم فتح بوابة واحدة فقط اعتبارًا من 19 نوفمبر 2024 وحتى الآن. يأتي هذا التوقف نتيجة لانخفاض معدلات الأمطار في المنطقة، وهو ما أدى إلى انخفاض الإيراد المائي اليومي لسد النهضة إلى حوالي 60 مليون متر مكعب.
توربينات سد النهضة والتوقف المتكرر
على الرغم من تركيب أربعة توربينات في السد، كان تشغيلها متقطعًا للغاية. فبحسب تصريحات شراقي، بدأ تشغيل أول توربينين في فبراير وأغسطس 2022، بينما تم تركيب التوربينين الأخيرين في أغسطس 2024. ومع ذلك، لم تعمل هذه التوربينات بشكل مستمر، حيث كان تشغيلها يتوقف لعدة أشهر في بعض الأحيان. حاليًا، لا تعمل التوربينات الأربعة إلا لبضعة أيام فقط خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مما أثار تساؤلات حول كفاءة تشغيل السد في الوقت الحالي.
سبب توقف التوربينات
واستعرض شراقي الأسباب التي أدت إلى توقف التوربينات في السد، موضحًا أن انخفاض الإيراد المائي اليومي بسبب قلة الأمطار في المنطقة أدى إلى تقليص عدد ساعات التشغيل. وقال إن كمية المياه اليومية التي تدخل إلى السد، والتي تقدر بحوالي 60 مليون متر مكعب، يجب أن تمر عبر بوابات المفيض أو التوربينات. وفي الوقت الراهن، يتم فتح بوابة واحدة فقط لضبط تدفق المياه، وهو ما أدي إلى تقليص كمية المياه التي يتم ضخها.
التوقعات المستقبلية
من المتوقع أن يعود تشغيل التوربينات في حال تحسن مستويات الأمطار وزيادة الإيراد المائي للسد، مما سيتيح ضخ كميات إضافية من المياه من مخزون بحيرة السد إلى التوربينات. وفي حال إعادة تشغيل التوربينات، فإن ذلك سيسهم في زيادة الإيراد المائي اليومي للسد، مما ينعكس إيجابيًا على أداء السد في المستقبل.
خلاصة القول
تستمر تطورات سد النهضة في إثارة الانتباه، حيث يشير الخبراء إلى أن السد يعمل حاليًا “بعين واحدة”، بسبب توقف التوربينات بشكل مستمر. ومع استمرار تحديات التخزين والتحكم في تدفق المياه، تبقى الأسئلة حول كيفية تأثير هذه التحديات على الدول المشاطئة وعلى مصر والسودان قائمة. يبقى أن ننتظر ما ستؤول إليه الأوضاع في الفترة المقبلة.