تعتبر الجامعات من أهم منارات العلم والمعرفة حيث تقوم بدور أساسي في تشكيل عقول الطلاب وتطوير مهاراتهم وعلى الرغم من هذا الدور المهم فإن ما حدث مؤخرًا في إحدى الجامعات المصرية يبرز كيف يمكن لإجابة واحدة أن تُحدث جدلاً واسعًا وتثير تساؤلات حول دور التعليم في احتضان الأفكار الجريئة وفي هذه الواقعة قدم طالب إجابة غير تقليدية في امتحان مادة الفلسفة مما أسفر عن رد فعل دراماتيكي من أستاذ المادة ليصبح هذا الحدث فرصة للتفكير في كيفية تعاملنا مع الأفكار التي قد تساهم في تحسين المجتمع.
إجابة الطالب
خلال امتحان في مادة الفلسفة كان السؤال الموجه للطلاب يدور حول موضوع “الوجود والمعنى” ففي البداية بدت إجابة الطالب عادية ولكن سرعان ما تحولت إلى إجابة أثارت إعجاب ودهشة الحضور فقد تضمنت الإجابة تحليلات عميقة حول مفاهيم الحياة والموت والعدالة مشيرة إلى الواقع الاجتماعي والسياسي في مصر ، واستخدم الطالب في إجابته مراجع من فلاسفة معروفين مثل ميشيل فوكو ورينيه ديكارت محاولًا الربط بين الفلسفة والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المجتمع المصري وهذه الإجابة لم تكن مجرد رد على سؤال أكاديمي بل كانت بمثابة دعوة للتفكير النقدي في الواقع المعاش.
رد فعل الدكتور
عندما بدأ الدكتور في تصحيح أوراق الامتحانات شعر بالدهشة من مستوى التفكير الذي قدمه الطالب وبدلاً من أن يكون الأمر مجرد تقييم أكاديمي روتيني اعتبر الدكتور الإجابة دعوة للتفكير النقدي والتأمل في القضايا الاجتماعية ، وعلى الرغم من إعجابه بالفكرة إلا أنه شعر بقلق بالغ بشأن الحالة النفسية للطالب خاصة أنه كانت هناك إشارات تدل على تأثيرات عاطفية قوية في إجابته ، وقرر الدكتور أن يطلب اجتماعًا خاصًا مع الطالب لمناقشة الإجابة وتأثيراتها النفسية عليه ، وفي الاجتماع أعرب الدكتور عن قلقه حول ما إذا كان الطالب يعاني من ضغوط نفسية أو اكتئاب نتيجة لهذه الأفكار الجريئة.
نقل الطالب إلى الطب النفسي
بسبب التأثير الكبير الذي أحدثته إجابة الطالب على الأستاذ، تقرر نقله إلى قسم الطب النفسي وأثار هذا القرار جدلاً واسعًا بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس حيث اعتبره البعض محاولة لتقويض الأفكار الجريئة التي قد تتعارض مع النظام السائد ، والبعض رأى في هذا القرار محاولة لإخماد حرية التفكير النقدي داخل الجامعات في حين أشار آخرون إلى أن الهدف من الخطوة كان فهم تأثير الضغوط الاجتماعية والسياسية على الشباب وكيفية التعامل مع الأفكار التي قد تؤثر على الحالة النفسية للطلاب.
ضرورة دعم الجامعات للطلاب
تعكس الحادثة ضرورة أن تدرك الجامعات أهمية دعم الطلاب على كافة الأصعدة ويجب أن تتخذ المؤسسات التعليمية خطوات لتعزيز صحة الطلاب النفسية سواء من خلال تقديم خدمات صحية نفسية مهنية أو من خلال تنظيم ورش عمل تدريبية حول التفكير النقدي ومهارات التعامل مع الضغوط النفسية ، وعلى الجامعات أن تدرك أن توفير بيئة تعليمية صحية تتاح فيها الفرصة للطلاب للتعبير عن أفكارهم بحرية هو عنصر أساسي في تطوير التعليم وبناء مجتمع فكر حر قادر على مواجهة التحديات.