“البقرة المبروكة”… لن تتخيل ماذا سيحدث لك إذا شربت كوب من حليبها؟

في ظاهرة غير مسبوقة أثارت الكثير من الجدل، اجتاحت “البقرة المعجزة” في قرية بني أحمد بمحافظة المنيا، وهي بقرة شهيرة تمتاز بقدرتها على “شفاء المرضى” من العديد من الأمراض، وخاصة مرض فيروس سي. وسرعان ما انتشر الخبر في مختلف أنحاء مصر، لتصل شهرة هذه البقرة إلى حد أن الناس بدأوا يحجزون للحصول على كوب من لبنها حتى بعد عام 2016، معتقدين أن هذا اللبن يحمل شفاءً سحريًا.

البقرة المبروكة

أطلق الأهالي على هذه البقرة اسم “البقرة المبروكة”، في إشارة إلى قدرتها الغريبة على شفاء المرضى من الأمراض التي عجز الأطباء عن علاجها. وكان أبرز ما أثار الاهتمام هو القدرة المزعومة للبقرة على معالجة مرض فيروس سي، وهو من الأمراض المزمنة التي يعاني منها العديد من المصريين. ومع تزايد أعداد المرضى الذين يذهبون إلى منزل صاحب البقرة للحصول على جرعات من لبنها، امتدت شهرة البقرة إلى باقي المحافظات المصرية، وأصبح طلب الحصول على هذا اللبن يعد ظاهرة اجتماعية تشغل بال الناس في مختلف الأماكن.

تشكيل لجنة للتحقيق

بسبب الانتشار الواسع للشائعات المتعلقة بالبقرة، قامت وزارة الصحة بتشكيل لجنة من الهيئة البيطرية لمتابعة هذا الموضوع والتحقق من صحة هذه الادعاءات. وقد قامت اللجنة بإجراء فحوصات وتحاليل على البقرة للتأكد من أن لبنها يحتوي على مكونات طبية أو خصائص قد تكون وراء هذه الظاهرة. ورغم التحليلات، لم تُثبت أي دراسات علمية حتى الآن وجود خصائص علاجية خارقة في لبن البقرة.

الإعلام وتغطية الحدث

وتناول الإعلام المصري هذا الموضوع بشكل مكثف، حيث قام الإعلامي سيد علي بعرض تقرير شامل في برنامجه “حضرة المواطن” على قناة العاصمة. وقد أظهر الفيديو البقرة “المعجزة” وجاء الحديث حول ما يشاع عن قدرتها على شفاء جميع الأمراض من خلال لبنها. ولكن لم تقتصر الظاهرة على محطات التلفزيون فقط، فقد أصبحت حديث الناس على وسائل التواصل الاجتماعي، التي شهدت تفاعلًا واسعًا حول هذه القصة.

حراس وطلبات متزايدة

كما أكد مصدر مسؤول أن صاحب البقرة قد اضطر إلى تعيين حراس لمنزله بسبب كثرة التوافد اليومي من المرضى والزوار الذين يطلبون الحصول على كوب من لبن البقرة. هذه الظاهرة نمت بشكل ملحوظ لدرجة أن البعض بدأ يعتقد أن لبن البقرة يمثل علاجًا لكل داء. وفي المقابل، رفض صاحب البقرة الظهور الإعلامي أو الحديث عن الأمر، مؤكداً أنه لا يتقاضى أي مبالغ مالية من الناس مقابل ما يقدمونه من طلبات.

على الرغم من الشكوك العلمية والتساؤلات التي أثيرت حول “البقرة المعجزة” في بني أحمد، إلا أن ظاهرة توافد المرضى على منزل صاحب البقرة ما زالت مستمرة. يظل الموضوع محط جدل واسع في مصر، بين ما يراه البعض خرافة أو مجرد اعتقاد شعبي، وبين من يعتقدون في العلاج الروحي أو المقدس من خلال لبن هذه البقرة. في النهاية، يظل هذا الحدث مثالًا على مدى تأثير الإشاعات والمعتقدات الشعبية في المجتمع، وكيف يمكن لمثل هذه الظواهر أن تثير الجدل وتثير فضول الناس.