لطالما سمعنا عن عادات وتقاليد غريبة كانت سائدة في مجتمعات قديمة، تحمل في طياتها الكثير من الغموض والقصص المثيرة، واحدة من هذه القصص التي أثارت جدلا واسعا هي قصة “عذراء الجليد”، فتاة صغيرة من قبيلة الإنكا، التي تم التضحية بها في طقوس دينية قديمة، تعتبر هذه القصة رمزا للجهل والظلام الذي عاش فيه ذلك المجتمع، وتروى في العديد من الأفلام الأجنبية وأفلام الرسوم المتحركة التي استلهمت أحداثها من تلك الحادثة، قد يبدو للكثيرين أن قصة فتاة الجليد مجرد أسطورة أو خرافة تناقلتها الأجيال، لكن المفاجأة الكبرى كانت عندما أثبت العلم صحتها، فقد اكتشفت مومياء هذه الفتاة في عصرنا الحديث، مما أثار ضجة كبيرة بين الحقيقة والخيال، وفتح الباب أمام تساؤلات حول مصيرها وواقعيتها.
اكتشاف مومياء فتاة الإنكا
- أحدث اكتشاف مومياء فتاة الإنكا الشهيرة، المعروفة بـ”عذراء الجليد”، ضجة هائلة في الأوساط العلمية والإعلامية، هذا الاكتشاف يعد إنجازا أثريا مهما، استغرق تحقيقه سنوات من البحث والجهود المتواصلة، وبعد العثور على المومياء، استخدم العلماء مادة السيليكون لتصميم نموذج يحاكي هيكلها وشكلها الحقيقي، لدرجة أنك قد تشعر وكأنك تراها بعينيك.
- العملية التي أدت إلى إعادة تصميم وجه الفتاة تطلبت جهدا استثنائيا، حيث عمل الباحثون لأكثر من 400 ساعة لإنجاز هذا العمل بدقة فائقة، التقنية التي ساعدت العلماء على تحقيق هذا الإنجاز هي تقنية التصوير المقطعي المحوسب، التي أتاحت لهم الحصول على تفاصيل دقيقة لبنية الجمجمة والوجه.
إلى أي عصر تنتمي فتاة الجليد؟
- تعود مومياء فتاة الإنكا إلى القرن الخامس عشر، وهي تعد واحدة من الكنوز التراثية العظيمة التي خلفها شعب الإنكا أطلق عليها عدة ألقاب، منها “عذراء الجليد”، و”فتاة الإنكا”، و”خوانيتا”، نسبة إلى قبيلة الإنكا التي كانت واحدة من أعظم حضارات أمريكا الجنوبية.
- هذه الفتاة ليست مجرد مومياء، بل هي دليل على الطقوس الدينية التي كانت سائدة آنذاك، حيث كانت التضحيات البشرية جزءا من ثقافة الإنكا، وقد تم العثور على مومياءها محفوظة بفضل الظروف المناخية الباردة التي ساهمت في بقاء جسدها بحالة جيدة.
الختام
قصة عذراء الجليد تجمع بين المأساة والدهشة، إذ تعكس الجوانب المظلمة لبعض التقاليد القديمة، وفي الوقت نفسه تظهر التطور العلمي الذي استطاع كشف أسرار هذه الحضارات، اكتشاف فتاة الجليد لم يكن مجرد حدث أثري، بل هو نافذة نطل من خلالها على ماضٍ مليء بالغموض، لنفهم بشكل أعمق كيف عاش أسلافنا وما تركوه من إرث غني ومثير.