تعد التونة واحدة من أشهر الأطعمة المعلبة التي يفضلها الكثيرون حول العالم وذلك بفضل مذاقها اللذيذ وسهولة تحضيرها، لكنها في الآونة الأخيرة أثارت قلقا بالغا بين الخبراء والمستهلكين على حد سواء بسبب وجود مستويات مرتفعة من الزئبق في بعض الأنواع المعلبة، وهذا المعدن السام قد يشكل تهديدا حقيقيا للصحة العامة إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة، الأمر الذي يجعل من الضروري توخي الحذر عند اختيار أنواع التونة المعلبة في الأسواق.
الزئبق في التونة
أظهرت دراسات بحثية أن العديد من عينات التونة المعلبة تحتوي على كميات من الزئبق تتجاوز الحد المسموح به من قبل السلطات الصحية، فقد كشفت عينات تم جمعها من عدة دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا أن 57% من العلب تحتوي على مستويات زئبق مرتفعة، وفي إحدى الحالات كانت النسبة تصل إلى 13 ضعفا عن الحد الآمن مما يبرز حجم المخاطر التي قد يتعرض لها المستهلكون خاصة إذا كان الاستهلاك متكررا.
تأثير الزئبق على الصحة
التعرض المزمن للزئبق يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية الخطيرة حيث يؤثر بشكل رئيسي على الدماغ والجهاز العصبي مما يسبب ضعف الذاكرة والتركيز، كما يمكن أن يتسبب في صعوبة التنسيق الحركي إضافة إلى مشاكل في الجهاز التنفسي وأضرار في الرئتين، على المدى البعيد يرتبط الزئبق بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك بعض أنواع السرطان، ويمثل هذا تهديداً أكبر للنساء الحوامل والأطفال حيث يمكن أن يؤدي إلى تأخر في النمو العقلي أو حتى عيوب خلقية لدى الأطفال.
كيف يمكن تجنب مخاطر الزئبق
لحماية صحتك يوصي الخبراء بتنوع مصادر البروتين البحري وعدم الاقتصار على تناول التونة المعلبة فقط، من الأفضل اختيار أنواع أخرى من الأسماك التي تحتوي على مستويات أقل من الزئبق مثل السلمون، كما أن الحكومات يجب أن تضع معايير أكثر صرامة لمراقبة مستوى الزئبق في الأسماك المعلبة وتطبيق قوانين تضمن سلامة المنتجات الغذائية، وأخيرا ينبغي تعزيز حملات التوعية حول المخاطر المحتملة لهذه الأنواع من الأطعمة خاصة بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للخطر مثل النساء الحوامل والأطفال.