تشهد منطقة شرق البحر المتوسط اهتمامًا متزايدًا بقطاع الغاز الطبيعي مع اكتشافات جديدة تغير من موازين الطاقة في المنطقة، وفي هذا السياق، أعلنت وسائل إعلام محلية، اليوم الأحد، أن قبرص تستعد للبدء في أعمال الحفر بحقل غاز ضخم داخل مياهها الإقليمية، ويأتي هذا التطور في ظل منافسة قوية بين دول المنطقة، أبرزها مصر، التي تعد لاعبًا رئيسيًا في سوق الغاز الإقليمي والدولي.
تفاصيل الاكتشافات القبرصية
أفادت منصة الطاقة بأن أعمال الحفر في بئر “إلكترا”، داخل المربع رقم 5 في المياه الإقليمية لقبرص، ستبدأ في منتصف يناير 2025، وتشير التقديرات إلى أن احتياطيات الغاز في هذا البئر تتراوح بين 5 و8 تريليونات قدم مكعبة، أي ما يعادل 142 و227 مليار متر مكعب، مما يجعله اكتشافًا استراتيجيًا قد يغير قواعد اللعبة في سوق الطاقة بشرق المتوسط.
التعاون بين مصر وقبرص
تتواصل قبرص مع مصر لربط اكتشافاتها بمحطات الإسالة المصرية وخطوط الأنابيب تحت سطح البحر المتوسط، بهدف تحويل الغاز الطبيعي إلى صورته السائلة وإعادة تصديره إلى أوروبا، وهذا التعاون يهدف لتعظيم الاستفادة من البنية التحتية المصرية المتطورة وزيادة كفاءة تصدير الغاز إلى الأسواق العالمية.
دور الشركات العالمية
تلعب شركة “إكسون موبيل” دورًا محوريًا في الاكتشافات الجديدة، حيث أعلنت بدء الحفر في بئر “إلكترا” بعد الانتهاء من أعمال الحفر في بئر “نفرتاري-1” بمصر، وكانت الشركة قد اكتشفت الغاز في هذه المنطقة لأول مرة في عام 2019، مع توقعات بانتعاشة قوية للقطاع القبرصي بفضل هذه الاكتشافات.
تأثير الاكتشافات على مستقبل الطاقة
يمثل هذا الاكتشاف دفعة قوية لقبرص في سوق الطاقة، ما يضعها في موقع تنافسي قوي بجانب دول مثل مصر وإسرائيل، ومع خطط إنشاء محطة تسييل للغاز في فاسيليكوس، تتجه قبرص نحو تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة، مما يسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي وزيادة الاستثمارات في قطاع الغاز الطبيعي.