في خطوة علمية لافتة، أعلن فريق من جامعة كوينزلاند الأسترالية عن اكتشاف نوع جديد من ثعابين الأناكوندا العملاقة في غابات الأمازون بالإكوادور وقد حظي هذا الاكتشاف باهتمام واسع، خاصة بعد انتشار مقطع فيديو يظهر أفعى من هذا النوع تبتلع رجلاً، ما أثار حالة من الدهشة والذهول عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو مثل يوتيوب.
تفاصيل الاكتشاف
انطلق الفريق البحثي في رحلة استكشافية استمرت عشرة أيام إلى منطقة بامينو في إقليم بايهويري، بدعوة من قبائل الواوراني المحلية، الذين أبلغوا عن وجود الثعبان المعروف باسم “الأناكوندا الخضراء الشمالية” وخلال البحث، اعتمد الفريق على مساعدة صيادين محليين لاكتشاف الثعابين التي تتخذ من المياه الضحلة موطناً لها.
وقد أشار الفريق إلى أن الأناكوندا الخضراء الشمالية تختلف وراثياً عن الأنواع الجنوبية بنسبة تصل إلى 5.5%، وهو اختلاف كبير بالنظر إلى أن الفرق الجيني بين الإنسان والشمبانزي يبلغ نحو 2%.
الحجم والخصائص
يقول الباحثون إن هذه الثعابين تتميز بحجمها الهائل. فقد بلغت إحدى الإناث التي تم قياسها نحو 6.3 أمتار (20.7 قدماً)، بينما تشير التقارير إلى وجود أفراد أخرى يصل طولها إلى 7.5 أمتار (24.6 قدماً) ويصل وزنها إلى 500 كيلوغرام وعلى الرغم من أن الأناكوندا الخضراء تُعد الأثقل وزناً بين الثعابين، إلا أن هناك نوعاً آخر يُعرف بالثعبان الشبكي قد يكون أطول قليلاً، حيث يتجاوز طوله عادة 6.25 أمتار (20.5 قدماً)، لكنه أقل وزناً.
الأناكوندا وأسلوب حياتها
تعيش ثعابين الأناكوندا في المياه أو بالقرب منها في المناطق الدافئة من أمريكا الجنوبية. وتُعرف بقدرتها على التربص بفريستها في المياه الضحلة قبل الانقضاض عليها. ورغم ضخامتها، فإنها ليست سامة، بل تعتمد على القوة الهائلة التي تستخدمها في الالتفاف حول الفريسة وسحقها قبل ابتلاعها.
أهمية الاكتشاف
أوضح الدكتور برايان فراي، أحد أعضاء الفريق البحثي، أن هذا الاكتشاف يفتح المجال لدراسة التنوع البيولوجي في غابات الأمازون بشكل أعمق وأضاف أن هذا النوع من الأبحاث يسهم في فهم تطور الكائنات الحية، خاصة أن الأناكوندا الشمالية والجنوبية انفصلتا عن بعضها منذ حوالي 10 ملايين سنة.