تعتبر مشكلة النسيان وضعف الذاكرة من الأمور الشائعة التي يعاني منها الكثير من الأشخاص، سواء بسبب التوتر، الضغوط اليومية، أو التقدم في العمر، ولكن ماذا لو كان بإمكانك تحسين ذاكرتك بشكل ملحوظ وبطريقة بسيطة وفعالة؟ تشير الأبحاث الحديثة إلى أن هناك طرق جديدة يمكن أن تساعدك في تعزيز قدرتك على التذكر، وكلها تبدأ بفترات استرخاء قصيرة نقدمها لكم عبر موقعنا الزهراء.
هل تعاني من ضعف الذاكرة
في هذا المقال، نكشف لك عن هذه الطريقة السحرية التي يمكن أن تجعل ذاكرتك أقوى بكثير.
كيف يمكن لفترات الاسترخاء تحسين الذاكرة؟
أظهرت دراسات جديدة أن أحد العوامل الأكثر أهمية في تعزيز القدرة على التذكر هو منح الدماغ فترات راحة بعد تعلم معلومات جديدة، يقول الباحثون إن تجنب الأنشطة التي تشوش على عملية الذاكرة، مثل التصفح المتواصل للإنترنت أو مراجعة البريد الإلكتروني، يمكن أن يساعد الدماغ على تكوين روابط جديدة في الذاكرة بفعالية أكبر، هذه الفترات الهادئة تمنح الدماغ فرصة لتثبيت المعلومات التي تم تعلمها حديثًا.
دور فترات الراحة في تثبيت الذكريات
في دراسة قام بها الباحثان جورج إلياس مولر وألفونس بيلزكر في عام 1900، تم طلب من المشاركين حفظ قائمة من الكلمات غير ذات معنى، بينما حصل نصف المشاركين على فترة راحة قصيرة قبل اختبارهم، استمر النصف الآخر في الحفظ دون توقف، بعد ساعة ونصف، أظهرت النتائج أن المجموعة التي أخذت قسط من الراحة تذكرت 50% من الكلمات، بينما تذكرت المجموعة الأخرى 28% فقط.
الفوائد العلمية لفترات الاسترخاء
لقد توسعت هذه النتائج بعد أن أجرى علماء آخرون تجارب مشابهة على مجموعة من الأفراد، بمن فيهم الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة بسبب إصابات دماغية مثل السكتة الدماغية أو مرض الزهايمر، حيث أظهرت الدراسات أن فترات الراحة القصيرة أدت إلى تحسين ملحوظ في استرجاع المعلومات، كما ساعدت الأشخاص الذين يعانون من الخرف على استرجاع المهارات والمعلومات المكتسبة بشكل أفضل.
كيف يمكن لفترات الاسترخاء أن تؤثر على الأفراد المصابين بالخرف؟
أظهرت الدراسات الحديثة أن الأشخاص المصابين بالخرف يمكن أن يستفيدوا بشكل كبير من فترات الاسترخاء القصيرة، في إحدى الدراسات، تم طلب من المشاركين الاستلقاء في غرفة مظلمة مع تجنب أي نشاط ذهني، مما ساعدهم على تحسين قدرتهم على تذكر المعلومات بعد فترات الراحة، أيضًا، بينت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر في مراحله المبكرة والمعتدلة استفادوا من هذه الفترات في استرجاع المعلومات والمهارات، مما يفتح أفق جديد لعلاج الذاكرة.
الاسترخاء أثناء اليقظة هل هو أكثر فعالية من النوم؟
أثبتت دراسة أجرتها ليلا دافاشي في جامعة نيويورك في 2010 أن فترات الاسترخاء أثناء اليقظة لها تأثير إيجابي على الذاكرة، تماما كما يحدث أثناء النوم، وقد أظهرت النتائج أن الاتصال بين منطقة الحصين في الدماغ وأجزاء أخرى منه يزداد أثناء فترات الراحة، مما يعزز قدرة الدماغ على تخزين واسترجاع المعلومات.
كيف يمكن دمج فترات الراحة في روتينك اليومي؟
الأبحاث تشير إلى أن ممارسة فترات قصيرة من الراحة على مدار اليوم يمكن أن تساعد بشكل كبير في ترسيخ المعلومات الجديدة في الذاكرة، هذه الفترات يمكن أن تتضمن الاسترخاء البسيط أو التأمل، كما يمكن أيضا السماح للدماغ بالتنقل بين الأنشطة المختلفة لتحفيز التفكير الإبداعي والذاكرة.
نتائج البحث على الطلاب هل يمكن تطبيق هذه الطريقة في المذاكرة؟
بالنسبة للطلاب، يمكن أن تكون فترات الراحة القصيرة أداة قوية لتحسين الأداء الأكاديمي، فقد أظهرت التجارب أن الطلاب الذين أخذوا فترات قصيرة من الاسترخاء قد تحسنت ذاكرتهم بنسبة تتراوح بين 10% و30%، هذا التحسن قد يكون كافي لرفع درجاتهم بدرجة أو اثنتين.
هل أنت مستعد لتحسين ذاكرتك؟
إذا كنت ترغب في تحسين قدرتك على التذكر، فإن الحل قد يكون أبسط مما كنت تتخيل، فقط خصص وقت للاسترخاء بعد تعلم معلومات جديدة، وابتعد عن المشتتات، ستفاجأ بالنتائج المدهشة التي يمكن أن تحققها هذه العادة البسيطة في حياتك اليومية، وستشعر بتحسن ملحوظ في قدراتك العقلية.