شهدت أسعار زيت الزيتون زيادة ملحوظة هذا العام، مسجلة ارتفاعا بنسبة 12.5% مقارنة بزيادة 8.8% في عام 2022 وتعود هذه الزيادة إلى الظروف المناخية القاسية مثل الحرارة الشديدة، حرائق الغابات، والجفاف، التي أدت إلى تدمير جزء كبير من محصول الزيتون في مختلف البلدان المنتجة، هذه الظروف القاسية أثرت بشكل كبير على الإمدادات العالمية، مما دفع بأسعار زيت الزيتون إلى مستوى قياسي بلغ 9 آلاف دولار للطن المتري ويتجاوز هذا السعر بشكل كبير سعر النفط الخام الذي يبلغ حاليا أقل من عشر هذا السعر، حيث يصل إلى نحو 670 دولارا للطن المتري.
تأثير الظروف المناخية على الإنتاج العالمي
إسبانيا، التي تعد أكبر منتج لزيت الزيتون عالميا وتساهم بحوالي نصف إمدادات العالم، شهدت انخفاضا كبيرا في إنتاجها بنسبة 48% مقارنة بالعام الماضي، أحدث تقرير للحكومة الإسبانية أشار إلى تضاؤل الإمدادات في أغسطس، مما زاد من مخاوف الأسواق بشأن المستقبل، هذا الانخفاض الحاد في الإنتاج يعكس التأثير القوي للظروف المناخية المتقلبة، حيث أججت العواصف وارتفاع درجات الحرارة مخاوف الأسواق.
تعديلات في تقديرات إنتاج زيت الزيتون
أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية في أغسطس عن تعديل تقديراتها لإنتاج زيت الزيتون العالمي إلى 2.5 مليون طن، بانخفاض بنسبة أقل من ربع عن العام السابق والتقرير أشار إلى أن الأسعار ارتفعت بنسبة 130% مقارنة بالعام الماضي، في حين أن التغيرات المناخية تجعل المستقبل يبدو قاتما بنفس القدر، هذه التقديرات تعكس تزايد التحديات التي يواجهها القطاع، مع تزايد الاضطرابات المناخية وتأثيرها على المحاصيل.
تأثير الجفاف والعواصف على الإنتاج في أوروبا وشمال إفريقيا
تأثرت عدة مناطق بإنتاج زيت الزيتون بالجفاف الشديد، الذي أصاب محاصيل الزيتون في البرتغال وتونس والمغرب واليونان، بالإضافة إلى ذلك، ضربت العواصف إقليم بوليا، المنطقة الرئيسية لإنتاج زيت الزيتون في إيطاليا، ما ألحق الضرر بالموسم المقبل وهذه الظروف البيئية القاسية زادت من صعوبة توافر الإمدادات، وأثرت سلبا على الإنتاج في المناطق المختلفة.
التدابير السياسية لضمان الإمدادات المحلية
في محاولة لضمان الإمدادات المحلية، فرضت تركيا، التي حققت محصولا جيدا، حظرا على تصدير كميات كبيرة من زيت الزيتون وهذه الخطوة تهدف إلى حماية السوق المحلي وضمان توفر الإمدادات في المستقبل القريب، في الوقت نفسه، تتزايد المخاوف من استمرار تأثير تغير المناخ على الإنتاج، مما يجعل الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للأسواق العالمية.