في عام 1871، وفي قلب مدينة الأقصر، شهد التاريخ اكتشافًا أثريًا غير عادي غيّر مجرى دراسة تاريخ الفراعنة، الحكاية بدأت بحادثة غريبة: عنزة ضلت طريقها بين صخور الدير البحري، لتقود إلى أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن التاسع عشر.
حماية مومياوات الفراعنة
منذ ما يقارب 3000 عام، كانت سرقة مقابر الفراعنة ظاهرة شائعة، مما هدد تراث مصر القديم، وللتصدي لهذه السرقات، اجتمع الكهنة وقرروا نقل مومياوات الملوك وكبار الشخصيات إلى مكان سري، اختاروا موقعًا بعيدًا عن الأنظار في الدير البحري، حيث جمعوا المومياوات في خبيئة محمية بإحكام.
الحادثة التي كشفت السر
في أحد الأيام الحارة من صيف 1871، كان الأخوان محمد وأحمد عبد الرسول يرعيان عنزاتهما بالقرب من الدير البحري، أثناء الرعي، اختفت عنزة فجأة، لتكشف حادثة ضياعها عن سر كبير، عند البحث عنها، وجد محمد حفرة عميقة، وعندما نزل لإنقاذها، اكتشف غرفة ضخمة مليئة بالتوابيت الملكية والكنوز الأثرية.
الكنوز والاعتراف
احتفظ الأخوان بالسر لسنوات، واستغلا الكنوز المكتشفة لبيعها بشكل سري، لكن الشكوك بدأت تحوم حولهما مع ظهور قطع أثرية في السوق، وفي النهاية، أدت الخلافات بين الأخوين إلى اعتراف محمد بالموقع للسلطات، ليتم الكشف عن الخبيئة التي احتوت أكثر من 50 مومياء ملكية وكنوزًا نادرة.
نقل الخبيئة إلى القاهرة
في عام 1881، تم نقل هذه الكنوز الثمينة إلى القاهرة تحت حراسة مشددة، وظلت خبيئة الدير البحري واحدة من أعظم الاكتشافات الأثرية في تاريخ مصر القديم، حتى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922.
تبقى هذه الحادثة شهادة على عبقرية المصريين القدماء في حماية تراثهم، وكيف قادت الصدفة إلى إعادة كتابة فصل من تاريخ الفراعنة.