يعد إضافة العبارات الفريدة في اللغة العربية تجربة لغوية غنية ومثيرة، حيث تظهر غنى هذه اللغة وتعقيداتها، مما يعبر عن تنوعها اللغوي وغناها الثقافي، كما تعد تحديًا ممتعًا لفهم وتفسير العبارات والمفردات المميزة التي تعبر عن معاني متعددة، ومن بين هذه الكلمات، هي كلمة “دلو”، التي تتعدد جمعها في اللغة العربية على الرغم من قلة استخدامها.
ما هو جمع دلو؟
تأخد كلمة دلو صيغًا متنوعة عند جمعها، وأبرز تلك الصِيَغ جمع دلو على “دِلاء”، والتي تعتبر من جموع الكثرة على وزن فِعال، كما يذكر المعجميون وعلماء الصرف جموعًا أخرى لكلمة دلو، حيث قد يكون جمع دلو على: أدْلٍ ودُلِيُّ ودِلِيُّ ودَلَى. وأورد بعض هذه الجموع ابن يعيش في “شرح المفصل” وهو يتحدث عن جمع لفظة دم على دماء ودمِيّ، وقال “تجمعه في الكثرة على “دِماءٍ”، و”دُمِيّ” على حد “ظَبْي”، و”ظِباءٍ” و”ظُبِىٍّ” و”دَلْوٍ” و”دِلاءٍ”، و”دُلِيٍّ”.
وفي هذا الصدد، صرح محمود صافي في “كتاب الجدول في إعراب القرآن” صيغ هذا الجمع وشكلها قائلا “دلو: اسم جامد لما يُستقى به، يذكّر ويؤنّث غالبًا، جمعه دلاء بكسر الدال وأدل بتنوين اللام وحذف الواو من آخره، ودُليّ بضمّ الدال وكسرها وتشديد الياء، ودلى بفتح الدال مع ألف مقصورة بعد اللام، ويكون وزن دلو فعل بفتح فسكون”، بالإضافة إلى ذلك، ميّز ابن منظور بين جمع القلة والكثرة حيث يقوم بشرح لفظة دلو وأورد في سياق ذلك: “الْجَمْعُ أَدْلٍ فِي أَقل الْعَدَدِ، وَهُوَ أَفْعُلٌ، قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِوُقُوعِهَا طَرَفًا بَعْدَ ضَمَّةٍ، وَالْكَثِيرُ دِلاءٌ ودُلِيٌّ، عَلَى فُعولٍ، وَهِيَ الدَّلاةُ والدَّلا بِالْفَتْحِ وَالْقَصْرِ، الْوَاحِدَةُ دَلاةٌ”، ولاحظ أن واو “دلو” يتم حذفها في بعض الجموع كدلاء، أو تبدل بياء في جموع أخرى مثل “دُلِيٌّ”، الشبيهة بجمع لفظة عصا على عصيّ.
معنى وأصل كلمة دلو
والجدير بالذكر، أن كلمة الدلو هي اسم جامد لما يُستقى به، يذكّر ويؤنّث غالبُا، يقال أدلى بدلوه في البئر، إذا أنزله ليسقي الماء، كما يستخدم كنايةً أدلى بدلوه في الموضوع، في حالة إذا قام بالمشاركة برأيه وشارك في الأمر، وذكر في معاني دلو : علامة للجمال. كما يشير اللفظ إلى معنى الدّاهية والمصيبة، كما يرد دلو بمعنى المصدر من فعل دَلَا.